في زمن الشعر وفي زمن السباق على الأمسيات الشعرية، كنا نتابع إقامة الأمسيات الشعرية بين الحين والآخر وكانت تزدحم البرامج الشعبية بتلك الأمسيات،التي يتسابق الشعراء لإقامتها هنا وهناك. من الطبيعي أنه لايبقى الشيء على حاله، ولذلك كانت في السنوات الماضية برامج عديدة في كل منطقة تتخللها أمسيات شعرية للعديد من الشعراء الذين يسعون بكل ما أوتوا من قوه للمشاركة فيها وظهورهم بقصائدهم المختلفة. الجديد في الأمر هنا هو اختفاء تلك الأمسيات وإصابة الجمهور بالملل منها لأنها باتت تقليدية ولايوجد بها شيء جديد يشفع للحضور والمتابعة. أعود بحديثي إلى ماقبل العديد من السنوات حيث كنا نتابع من خلال الصحافة الشعبية ماسيقام من أمسيات وماذا يعمل منظموها ومن يختارون وما يحدث من محسوبيات ومجاملات على حساب الشعراء الذين لم يستطيعوا خوض غمار تلك الأمسيات لأنها كانت حكراً على فئة من الشعراء دون أخرى لعب فيها المنظمون دوراً كبيراً أدى إلى ضعفها واختفائها في الوقت الحاضر إضافة إلى أن هناك عاملاً مهماً ساهم في ذلك الاختفاء وهو ظهور وسائل التواصل الاجتماعي المتعددة. لفت انتباهي ماحل بأولئك الشعراء الذين ظهروا من خلال تلك الأمسيات في تلك الفترة وسيطرتهم عليها وماهم عليه الآن فهم قد اختفوا معها ولم يعد لهم ذكر وكأنهم لم يكونوا، وهذا شيء طبيعي لأن الشيء لايبقى على حاله كما أسلفت وهذا ينطبق بالطبع على ماحل بفرسان المجلات سابقاً الذين تواروا تماماً الا في النادر الذي يكاد لايذكر على الساحة الشعبية. وعندما ضجت الساحة آنذاك بتلك الأمسيات كانت هناك فئة تمجد شعراءها من خلال الصحافة الشعبية وتقوم بكتابة الإعلانات لهم وتفرد لهم المساحات هي أيضاً توارت الآن واختفت تماماً ولم نعد نقرأها أو نشاهدها وهذا أمر طبيعي أيضاً لأنها في تطور إعلامي حيث أصبح الكل يستطيع المشاركة من خلال الأجهزة الذكية دون سيطرة تلك الفئة وتلك الشلة التي عثت في ساحة أدبنا الشعبي في تلك الفترة. لا أدري هل ستعود تلك الأمسيات الشعرية ومنظموها وشعراؤها أم أنها ستبقى في طي النسيان مع إنني لا أحبذ عودتها بتلك الآلية التي لاتجدي على الساحة الشعبية الآن. أخيراً : جاع السؤال وللبداية نهايه ينزف لها قلبي نزيف العنا هم حبيبتي والليل يفرض عنايه يشرب على صمتي كثير الألم ظلم