في السنوات الماضية كانت دواوين الشعر الشعبي تأخذ حيزاً كبيراً واهتماماً كبيراً بين أوساط الشعراء والمتابعين للشعر الشعبي على الساحة الشعرية، وبالتالي كنا نلاحظ ذلك الاهتمام البالغ في تلك المرحلة الهامة التي مر بها الشعر الشعبي. المرحلة السابقة كانت هي بمثابة البعد الحقيقي للشعر الشعبي من حيث الحضور والإبداع والمتابعة الجادة لأن الإعلام الشعبي الورقي آنذاك كان يعطي الكثير والكثير للشعر الشعبي إضافة إلى ظهور عدد من الشعراء المبدعين استطاعوا فرض إبداعهم وتواجدهم بالرغم من وجود بعض السلبيات التي تتعلق بدخول المجاملات والمحسوبيات طغت وقتها على الصحافة الشعبية. أذكر أننا في تلك المرحلة السابقة كنا نتلهف لصدور ديوان شعري ونتابع وباهتمام أخبار الدواوين الشعرية بل نتسابق على اقتنائها وقراءتها، ومن هنا فإن تلك المرحلة هي مرحلة الشعر الحقيقي والحضور الحقيقي للشعراء التي تخللتها روح المنافسة خصوصاً بين العديد من الشعراء ومن كذلك الصفحات الشعبية الورقية التي كانت بمثابة أساس في النشر والمتابعة. بظهور المواقع الحديثة والمنتديات الأدبية المتعددة بدأت تنحسر تلك الدواوين الشعرية الشعبية وبدأ عزوف العدد الكبير من الشعراء عن الإصدار وهذا شيء طبيعي لأن تلك المواقع بكافة أشكالها أصبحت تعطي القارئ مايريده دون العناء والمشقة في البحث في المكتبات عن تلك الدواوين الشعرية وبالتالي لم يعد في هذه المرحلة بالذات اهتمام بتلك الدواوين الشعرية بل لم يعد هناك من يقتني ديواناً شعرياً واحداً الا في النادر أو أن يكون لديه من المرحلة السابقة. وبالرغم من أن معارض الكتاب لم تكن حتى في السابق تهتم بدواوين الشعر الشعبي فإنها أيضاً في وقتنا الحاضر لاتهتم به وهذا أيضاً ينطبق على دور النشر التي طالما وقفت عقبة في نشر دواوين الشعر الشعبي ولهذا أصبحت الدواوين الشعبية في هذه الفترة بالذات وبمباركة من دور النشر والمكتبات تمر بمرحلة من الضياع انعكس بالتالي على الشاعر الذي عزف بالطبع عن الإصدار. هناك عوامل عده ساهمت في عملية ضياع الدواوين الشعبية لاسيما وأنها تحكي موروثاً وأدباً عريقاً لعل من أهمها دور النشر ومن ثم المكتبات التي لا تسوق تلك الدواوين إلا لمن هم محسوبون عليها ومن ثم أيضاً معارض الكتاب التي لم تخدم تلك الدواوين وشعراءها. أخيراً: كفى يا قلبك القاسي كفى يا نظرة الحرمان أموت أهون ولاروحي على الهجران تكويها مهو ذنب الخفوق اللي يموت بجمرة النسيان مهو ذنب العيون اللي بكت من فقد غاليها