قبل حدوث الثورة الإعلامية بتقنيها الحديثة، كالمنتديات الشعرية، ومواقع الشعر والأدب المختلفة في الشبكة العنكبوتية، كانت هناك الصحافة الورقية التي سيطرت سيطرة تامة على مسيرة الأدب الشعبي كجزء من أجزاء الأدب بشكلٍ عام، ولعل من أهمها المجلات التي أخذت صفة (الشعبية) والتي كان بها العديد من الشعراء الذين سيطروا تماماً عليها. ظهرت تلك الثورة الإعلامية، فتوارى أولئك الشعراء الذين نصبوا أنفسهم عمالقة الشعر والتسيد في تلك الفترة بمساعدة شلة كانت تسيطر على تلك المجلات التي لم يعد لها ذكر الآن إلا في النادر. شعراء المجلات آنذاك أخذوا نصيباً وافراً من الظهور، بل حدوا كثيراً من ظهور غيرهم، من الشعراء المبدعين الذين ظلوا يئنون تحت طائلة عبارة (القصيدة غير صالحة للنشر) ثم دارت الأيام وأصبح الكل ينشر بكل يسرٍ وسهوله وفي أي منتدى شعري يريد، وفي نفس الوقت توارى أولئك (العمالقة) الذين طالما تسيدت صورهم ولقاءاتهم صفحات تلك المجلات وكأنه لا يوجد غيرهم في ساحة الأدب الشعبي. هم وفي اعتقادي في تلك الفترة بأنهم سيظلون هم أصحاب السيادة وهم أصحاب ساحة الشعر الشعبي، متناسين أنه سيأتي يوماً سيتوارون فيه عن الأنظار وهذا ما حدث الآن إذ لم نعد نرى منهم أحداً وهذا شيء طبيعي مع ظهور قنوات إعلامية جديدة التي تواكب العصر الصحفي الحديث. في السابق كان الشعراء المبدعون يواجهون صعوبة في النشر في تلك المجلات وكان مسئولو تلك المجلات يضعون العقبات امام الشعراء بمعنى أنهم لا ينشرون مشاركاتهم ولا يلتفتون لها ويضعونهم في زاوية ردود القراء بكل تعسف وعدم مصداقية لأنهم لا ينظرون إلا لشعراء الشلة والمحسوبية والمجاملة، ولكن هاهم الآن بدون أي ذكر وأصبحوا مختفون تماماً يتحسرون على ذلك الوقت، بل البعض منهم الآن يتوسل لمصوري بعض القنوات الفضائية لاستضافتهم . أخيراً: كن المسا وردٍ تنثر يناديك يطغى بخدك فاح ريحه يجيني كن الملامح سيف وجهٍ جرح فيك صوت الوداع وفيّ جرحه مكيني