يمثل "قصر الحكم" وسط الرياض الذي يشهد مراسم البيعة لقادة هذه البلاد العمود الفقري لمدينة الرياض بما يحمله من تاريخ وقصة كفاح على مر السنين ففيه تمت مبايعة ملوك المملكة السابقين رحمهم الله كما شهد مبايعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله وولي عهده. ويعتبر قصر الحكم الذي عمل فيه الملك سلمان -حفظه الله- عقوداً طويلة قيمة تاريخية كبيرة، وشاهد على التطور السياسي في المملكة، إذ كان قصر الحكم مقراً للحاكم وملتقى المواطنين بقادتهم وولاة الأمر فيهم منذ عهد الإمام تركي بن عبدالله وأعيد بناء هذا القصر في موقعه السابق واستلهم تصميم هذا القصر من الملامح التقليدية لعمارة المنطقة، ويضم الدور الأول من القصر مجلساً ملكياً شهد العديد من الاستقبالات واللقاءات الرسمية، وترتبط نشأة القصر وتأسيسه بتاريخ نشأة مدينة الرياض. وعلى مدى السنوات التي تولى فيها الملك سلمان إمارة منطقة الرياض، كان فيها بمثابة "مهندس البيعة" في قصر الحكم حيث كان رعاه الله شاهدا لجميع مراسم المبايعة في عهد توليه مسؤولية "قصر الحكم" وظل سنداً وعوناً لأشقائه أثناء مبايعتهم، بعد أن حمل على عاتقه استقبال ضيوف المملكة المعزين والمبايعين، وكان أباً لأبناء الراحلين، متحاملاً على حزنه على الرغم من تعددية مسؤولياته الجسام. وتضم منطقة قصر الحكم العديد من الأماكن والأحداث والدلالات التاريخية للدولة السعودية والحياة القديمة والتقليدية وحفظت تلك اللحظات والأحداث، وبعد فتح الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الرياض عام 1319ه قام باعادة بناء أسوار الرياض ثم شرع في إعادة بناء "قصر الحكم"، وكان الملك عبدالعزيز آنذاك يسكن في قصر جنوب قصر الحكم بمنطقة دخنة ويعرف ذلك القصر ب(بيت نورة بنت فيصل بن تركي) وجعل (حصن المصمك) مستودعاً للاسلحة والمواد الغذائية والبناء ونحوه، اما مقابلة الوفود والجلسات الخاصة بشؤون الدولة فكانت في قصر والده الإمام عبدالرحمن شرقي الرياض بمنطقة (الخان) حتى تم بناء (قصر الحكم) عام 1330ه وبنى حوله قصوراً لسكن عائلته، وكذا قصراً كبيراً آخر إمام قصر الحكم من الناحية الشمالية خصصه للوافدين من الضيوف، وقد بقي الملك عبدالعزيز في قصر الحكم يدير شؤون الحكم مدة تزيد على 30 عاماً، ثم انتقل الملك بجميع العائلة إلى قصر المربع شمال المدينة عام 1357ه لكن القصر ظل مستمراً في أداء وظائفه الإدارية. وقد استلهم تصميم هذا القصر من الملامح التقليدية لعمارة المنطقة، حيث يبدو ظاهرياً كأنه مؤلف من جزأين: أحدهما جنوبي يتكون من ستة أدوار على هيئة قلعة ذات أسوار وأربعة أبراج في أركانها ترمز ضخامتها إلى القوة والمنعة، إضافة إلى برج خامس في الوسط يشكل مصدر إضاءة وتهوية للأفنية والمكاتب الواقعة تحته، ويلتصق بهذا البرج من جهة الشمال جزء آخر مؤلف من خمسة أدوار. والواجهات الخارجية لهذا القصر شبه مصمتة، فيما تنتشر داخله سلسلة من الفراغات والأفنية متنوعة الأحجام موزعة توزيعاً مرناً تعطي إحساسا بالرحابة والسعة. ويضم الدور الأول من القصر، مجلساً ملكياً تبلغ مساحته (2000) متر مربع وارتفاعه 14 متراً، وشيد على جانبي هذا المجلس صفوف من الأعمدة المغطاة بالرخام، وزُينت جدرانُه بزخارف ونقوش على الطراز المحلي، كما يضم أيضاً مكتباً لخادم الحرمين الشريفين ومجالس ملحقة به، وصالة رئيسية للطعام تبلغ مساحتها (1120) متراً مربعاً، إضافةً إلى مجالس وقاعات وملاحق أخرى كما يضم الدور الأول مكتب سمو أمير منطقة الرياض ومجلساً يستقبل فيه المواطنين، وجناحاً خاصاً لسموه وقاعة اجتماعات وصالة طعام أما الأدوار العلوية من القصر فتضم مكاتب للإداريين وقاعة للاجتماعات وأخرى للمحاضرات تتسع ل (185) شخصاً مجهزة بنظام للترجمة الفورية ووسائل سمعية وبصرية ولعرض الأفلام وعروض الشرائح. المجلس الملكي بقصر الحكم الذي يشهد مبايعات ملوك البلاد ساحات جامع الإمام تركي بن عبدالله بمنطقة قصر الحكم ساحة المصمك وسط الرياض