كان بودي لو ملكت الفرصة كي أشرح للحضور في حفل جمعية «إنسان» لرعاية الأيتام بعضاً من تفاصيل تبرع جريدة «الرياض» باسم مؤسسة اليمامة الصحفية للجمعية ليس لاستعراض اهتمام الجريدة بالحضور الإنساني لأننا لم نتخلف عن أي مبادرات خيرية تتعلق بالأيتام أو جمعيات البر أو الإسكان الخيري.. ويكفي أنه ما بين رمضان الماضي وهذا الحاضر الكريم تجاوزت التبرعات مبلغ المليوني ريال.. وإنما كان هناك مبلغ بين تبرع هذا العام للجمعية ليس من أموال الجريدة وفكرته طريفة كان بودي شرحها حتى يمكن تعميمها لسهولة الاقتناع بها من ناحية وضآلة تكلفتها الفردية وجزالة تكلفتها الجماعية.. حيث كان هناك مبلغ مئتين وأربعين ألف ريال أوضحته في قائمة التبرع لكن لن يطلع عليه إلا المسؤولون في الجمعية.. هذا المبلغ مساهمة من موظفي مؤسسة اليمامة صحفيين وإداريين وفنيين على شكل اشتراك شهري قيمته عشرون ألف ريال.. حيث وزعنا الموظفين إلى ثلاث فئات من هم دون العشرة آلاف ريال يدفع الواحد مبلغ عشرين ريالاً من مرتبه، ومن هم ما بين العشرين والعشرة آلاف يدفع الواحد مبلغ ثلاثين ريالاً، ومن هم فوق العشرين ألفاً يدفع الواحد مبلغ خمسين ريالاً.. ويغطي أصحاب الرواتب العالية العجز لو حدث.. من هنا نرى أن تكلفة شهرية على المتبرع قدرها عشرون ريالاً ليست بذات أهمية في اقتطاعها من مرتبه.. ونفس الشيء يقال عن المبالغ الأخرى لكننا في النهاية سنوفر للجمعية دفعاً شهرياً قدره عشرون ألف ريال.. ودعونا نتصور لو تم ترويج هذه الفكرة بين البنوك والشركات الكبرى والمؤسسات.. على أقل تقدير هناك ما لا يقل عن مليون موظف في القطاع الخاص لو تبرع نصفهم بعشرة ريالات فقط لوفرنا شهرياً مبلغ خمسة ملايين ريال.. وحتى لو خفضنا هذا المبلغ إلى النصف سواء بالنسبة لعدد الموظفين أو لقابلية التبرع فإننا سنضمن مساهمة شعبية ليست بالقليلة.. الغاية هي كسر فكرة أن التبرع الإنساني لا يأتي إلا من رجل الأعمال الغني أو الشركة الرابحة.. الغاية أن نجعل من المساهمة الصغيرة جداً من المرتب المتواضع دعماً إنسانياً جيداً.. وفي الوقت نفسه يشعر من دفع العشرين ريالاً أو أقل أو أكثر أنه صاحب مشاركة إنسانية أقدم عليها بقناعة ومحبة..