أكد الدكتور صلاح بن عبدالعزيز سلامة مدير عام مركز دراسات وبحوث المدينةالمنورة على أن المركز أنشئ نظرا لتعدد الكتابات عن المدينةالمنورة منذ العصر الإسلامي وحتى العصر الحالي، واندثار بعضها أو اختفاؤه، وتشتت هذه الكتابات في دول العالم ومكتباتها ومؤسساتها العلمية؛ ما دعت الضرورة إلى إنشاء هذا المركز حيث تبنى صاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز مشروع إنشائه وجعله وقفاً خيرياً سُجّل في المحكمة الشرعية بالمدينةالمنورة ليخضع لأحكام إدارة الأوقاف الخيرية كوقف غير ربحي ثقافي، يتلقى تبرعات الجهات والأفراد لتنمية أصوله ليستمر في خدمة التاريخ الإسلامي بصفة عامة. وحول إصدارات المركز قال سلامة: " يستعد المركز خلال الفترة القريبة القادمة لإصدار ثمانية عشر إصداراً جديداً تهتم بتاريخ المدينةالمنورة وفضائلها ومعالمها ومآثرها الفكرية هي: الحياة العلمية في المدينةالمنورة ( 1143 – 1337 ه / 1730 – 1919 م )، الأحاديث الواردة في فضائل المدينة، الآراء التربوية للشيخ عبدالعزيز بن صالح 1339 – 1415 ه ، المدينة وشمال الحجاز في كتب الرحلات خلال القرنين التاسع والعاشر الهجريين، الفكر التاريخي بالمدينةالمنورة في القرنين 1 -2 ه، علم المغازي بين الرواية والتدوين في القرنين الأول والثاني للهجرة، المدينةالمنورة في النصف الثاني من القرن العاشر الهجري، المدينةالمنورة تاريخ ومعالم باللغة الفرنسية، المدينةالمنورة تاريخ ومعالم باللغة الفارسية، المدينةالمنورة تاريخ ومعالم باللغة التركية، الموظفون في المسجد النبوي وأثرهم في الحياة العامة في العصر المملوكي، التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة (10 أجزاء)، علم المغازي بين الرواية والتدوين في القرنين الأول والثاني للهجرة، التاريخ والمؤرخون بالمدينةالمنورة من العصر الأموي إلى القرن الرابع عشر الهجري، الحياة الاجتماعية في المدينة النبوية في العصر المملوكي، والمدينةالمنورة في كتب الرحلات، ومحمد في الكتاب المقدس، ومخطوطات أعلام مكةالمكرمةوالمدينةالمنورة الموقوفة في مكتبة عارف حكمت، وأئمة المسجد النبوي في العهد السعودي 1345 – 1434 ه، فضلاً عن إصداراته في الوقت الحالي لكتب جديدة. كما يمكن الاطلاع على الإصدارات التراثية عن تاريخ المدينةالمنورة التي أصدرها المركز في فترة سابقة من خلال الموقع الإلكتروني للمركز" وعن أهداف المركز أشار سلامة إلى أن الإستراتيجية تعتمد على جعل المركز ساحة لالتقاء البحوث والدراسات والتقارير والكتب وغيرها عن المدينةالمنورة، ونقطة مغذّية لانطلاق الأعمال العلمية عن تاريخ المدينةالمنورة في داخل المملكة العربية السعودية، وعاملاً مشتركاً فاعلاً وداعماً في مثلها في خارج المملكة، يقدم مخرجاته من المصادر التاريخية وأوعية المعلومات المختلفة للجميع من الأفراد والجهات المختلفة، مؤكدا أن المركز يسعى من أجل تحقيق هذه الإستراتيجية إلى جمع المعلومات عن المدينةالمنورة في اللغات المختلفة من مختلف المصادر وأوعية المعلومات، وحفظها، والتعامل معها بمختلف الوسائل الملائمة، وإعداد ونشر البحوث والدراسات المنهجية الجادة، التي تتميز بالأصالة والدقة والتوثيق العلمي، عن المدينةالمنورة وجوانب الحياة فيها قديماً وحديثاً، وتحقيق تراثها المخطوط، ورصد التطورات المستجدة دائماً، وتقديم خدمات المعلومات الموثقة لمراكز البحوث، والباحثين، ولمن يستفيد من المعلومات، سواء كان ذلك بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وسواء تم ذلك بالطريقة العادية أو بالطرق المستحدثة كشبكات الاتصالات المحلية والعالمية. من جهة أخرى أكد سلامة على أن المركز يسعى لتحقيق مشاركات متميزة وتقديم نشاطات علمية متخصصة حيث عقد المركز ندوات علمية شارك فيها باحثون من جامعات المملكة العربية السعودية وهيئات ثقافية متخصصة، وأصدر عدة أفلام وثائقية عن المدينة. وحول سؤال عن نشاطات المركز القادمة قال سلامة: "يقوم المركز حالياً بإعداد عدد من المنتجات العلمية والمخرجات التي تخدم تاريخ دارة الهجرة وتحافظ على مصادره المختلفة، وتعزز رسالته التاريخية بالتعاون مع الجميع من الجهات والأفراد للحفاظ على ذلك كونه مسؤولية وطنية، حيث يقوم المركز بالتجهيز للأعمال التالية: إعداد دليل إلكتروني لمعالم المدينةالمنورة الدينية والتاريخية والثقافية والاقتصادية والسياحية، حيث يتعرف مستخدم البرنامج على موقع كل معلم، والطريق الذي يسلكه للوصول إليه، والمعلومات التاريخية والحديثة عنه، ويطلع على صور قديمة وحديثة ولقطات فديو له، ويبلغ عدد هذه المعالم 250 معلماً، كما يقوم المركز حالياً بتحقيق كتاب "وفاء الوفا بأخبار مدينة المصطفى (صلى الله عليه وسلم )" للسمهودي للوصول إلى إصدار علمي دقيق لهذا الكتاب، الذي يعد من أهم مصادر دراسات المدينةالمنورة حتى القرن العاشر الهجري، كما تم الاتفاق مع أمانة المدينةالمنورة على أن يقوم المركز بمراجعة المادة العلمية لمشروع تسمية شوارع المدينة، ويتجاوز عددها عشرين ألف اسم"، مضيفا: "كما سيعد المركز قائمة بأسماء جديدة يبلغ عدد محتوياتها عشرة آلاف اسم، وتعريفاً مقتضباً بكل منها، وفي مجال المعارض يستعد المركز لإقامة معرضين على حدة عن غزوة أحد وغزوة بدر يستخدمان اللوحات التفاعلية والأفلام الوثائقية، ومعرض متنقل عبر مدن المملكة العربية السعودية للسيرة النبوية" مشيرا إلى أن المركز يقوم بالتعاون مع الجهات المرتبطة للمحافظة على تراث المدينةالمنورة وخدمة تاريخها والتنسيق معها لعقد اتفاقيات تعاون في هذا الإطار ومن هذه الجهات: الجامعة الإسلامية بالمدينةالمنورة، جامعة طيبة ،أمانة منطقة المدينةالمنورة، هيئة تطوير المدينةالمنورة، المؤسسة العامة للتدريب التقني، الهيئة العامة للسياحة والآثار، كما أن المركز يدعم كل نشاط علمي قادم داخل المدينةالمنورة لخدمة القيم التاريخية لمناسبة اليوم الوطني ويبدي جاهزيته لهذا الشأن.