« وصلني مقطع » واتسأبي « وكانت فحواه صورة لأناس يستخرجون ويجمعون الكمأة» الفقع « من أرض معشوشبة كانت جُرُزا.. ساق الله لها مطراً في الوسمي هذه الأيام.. فارتوت وأنبتت » خلاسي وزبيدي « وثمة حقيقة فيما يخص الفقع.. وهي ارتباطه عند الكثير من الناس وعندي بالذات.. عندما أتذكره أو أراه حين يعرضه ويبيعه الباعة الجائلين أمام أبواب المساجد قبل وبعد صلاة الجمعة أحياناً.. يرتبط ذكر الفقع بالجراد فيما مضى.. فهناك مثل يقول »إذا جا الجراد فانثر الدوا.. وإذا جا الفقع صِر الدوا « والمقصود بالمثل القديم انه عند تواجد الجراد وأكله فلا داعي للدواء.. لأن أكل الجراد مفيد للصحة.. ولن يصاب من يتناوله بأي مرض كان.. فالجرد يتغذى على الأشجار والنباتات.. أما من يأكل الفقع فيوصى بالإبقاء على الدواء لأن الفقع قد يسبب مرضا لمن يتناوله.. فيجب الاحتفاظ بالدواء.. والكمأة لها من اسمها نصيب.. فالملاحظ أنها مهما تُنظف بالماء وتُقشر قبل الطبخ.. لا بد أن يشعر من يأكلها بجانب لذتها.. بطعم التراب في فمه وبين أسنانه.. وأنتقل لذكر صورة قديمة عن ذكرياتي مع الجراد الذي أحن له ولطعمه اللذيذ وأيامه الخوالي.. والجراد نوعان: صغير الحجم أو خيفان أو زعير.. وهم الذكو.. والمكن.. كبيرة الحجم.. وهي الإناث.. وتكون دسمة ولذيذة الطعم لأنها تحمل البيض في بطونها.. ولذلك أشبهها بالكافيار.. فالكافيار عبارة عن بيض السمك.. ولي اجتهاد في سبب تسمية هذا النوع من الجراد بالمكن.. مع أن الأسماء لا تُعلل.. فبالرجوع إلى ما تبقى لدي من لغة السند والهند.. فإن كلمة مكن »مَكَن« بلغتهم تعني زبده.. ولعل أحد الأجداد سافر للهند »عندما كان الهند هندك لين قل ماعندك« تعلم الأردية.. وعندما عاد للوطن وتذوق طعم جرادة أنثى كبيرة قال ممتدحا طعم تلك الجرادة باللغة الأردية.. إن طعمها كالمكن »الزبده« فأصبح الناس بعد تشبيه طعمها بالمكن.. يسمون هذا النوع من الجراد بالمكن.. ونسي الجميع سبب التسمية.. لتتوارثها الأجيال.. ويسمى الجراد أيضا بالربيان الطائر.. ويوصف من يأكل بنهم بأنه كالجرادة يأكل ولا يشبع.. ماعلينا.. فعوداً على بدء أختم سوانح اليوم بذكر كاريكاتير قديم للمبدع الهليل.. عندما اشترى أبو حمد فقع زبيدي أو خلاسي بثمن غال ووضعه في المطبخ.. وعندما طلب من زوجته أن تقوم بطبخ الفقع.. ليستمتعوا بأكله.. أمرت الزوجة الشغالة كي تحضر الفقع وتنظفه.. فقالت لها: أنا فيه يشوف بطاطس كربان في مطبخ أنا فيه يرمي زباله.. وإلى سوانح قادمة بإذن الله. *مستشار سابق في الخدمات الطبية.. وزارة الداخلية