توصي أغلب الدراسات إلى أن ثقافة التطوع لابد أن تبدأ مع الأطفال في مراحل مبكرة في رياض الأطفال والمرحلة الابتدائية، لذا يوصي الخبراء الأمهات والمعلمات اللاتي يتعاملن مع الأطفال أن يبدأن بأبسط السلوكيات التطوعية وبشكل مبكر لأن في ذلك مستقبل جيل واع ومثقف ومتطوع، في هذا الموضوع نأخذ أحد المجموعات الخاصة بتطوع الأطفال (مجموعة بذرة للتطوع ) كنموذج رائع. الصغير عبدالعزيز الجدعان – 9 سنوات – يعشق العمل التطوعي وله رؤية خاصة في هذا الموضوع فيقول «حقيقة أحب العمل التطوعي جداً فقد تعودت منذ الصغر أنني أعيش لأنفع نفسي وغيري فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول «أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس وأحب الأعمال إلى الله عز وجل، سرور تُدخله على مسلم...» فالإنسان سعادته كبيرة عندما يقدم خيراً أو عوناً لمن حوله أو للمحتاجين، فتكون فرحته بفرحة غيره وإسعاده، والحمد لله مازلت أعمل بالمجموعة في أنشطة متعددة من زيارة المستشفيات والمراكز، وأعمالنا هذه التي تندرج تحت مسمى العمل التطوعي فأتمنى أيضاً توصيل رسالتنا في توعية الآخرين بالعمل التطوعي. أما الصغير محمد الجميعة – 10 سنوات – فقد التحق بمجموعة بذرة تطوع بعد تشجيع من والديه وأخوته الكبار ويقول «بداية التحاقي بالمجموعة تحمست كثيراً لأي عمل نقوم به ولكني لمست شعوراً مختلفاً داخلياً فقد أحسست بسعادة غامرة لإسعاد أشخاص آخرين، فعند زيارتنا للأطفال المرضى في المستشفيات رأيت سعادة الأطفال ونحن نسلمهم الهدايا والألعاب ونقيم المسابقات، حتى شخصيتي أصبحت مختلفة فصرت أبحث في كل نشاط نقيمه عن إسعاد الآخرين وتلبية حاجاتهم. وكانت الصغيرة ديما الخضيري – ثالث ابتدائي – منشغلة خلال النشاط الخاص باليوم العالمي للطفل وكانت تعرف بالمجموعة (بذرة تطوع) وطريقة اشتراك الأطفال بها من خلال البروشورات وتقول «حقيقة لم أعرف معنى التطوع ولا طبيعته ولكن بعد تشجيع والدتي عرفت أن التطوع هو غرس حب الخير وإيثار الآخرين على أنفسنا. الأخصائية الاجتماعية رنا المحمود ترى بأن العمل التطوعي يفجر آفاق الإبداع، وكل نجاح سيقود إلى نجاح آخر، ومن ذاق عرف، ومن عرف لذة العطاء لن يفارقها. وتواصل المحمود «التطوع في حقيقته ليس إلا اتجاهاً سلوكياً يرتبط ببزوغ قيم إنسانية كالإيثار والتضحية ونكران الذات، واستنبات مثل هذه القيم في نفوس الأبناء مهمة أسرية في المقام الأول تطلب من الوالدين. إن تشجيع الطفل على العمل الخيري التطوعي وخاصة التبرع بالمال أو الجهد لهيئة أو جمعية ما يأتي بتوضيح الفوائد التي تعود عليه شخصياً وعلى أقاربه والجهات التي يتبرع لها من المحتاجين من وراء تبرعه هذا، وكلما زاد إحساس الطفل بأن مساهماته تصل دائماً الى مستحقيها ويري بنفسه هذا العائد على أرض الواقع فإن ذلك يعزز لديه هذا السلوك ويقومه. محمد الجميعة ت «تصوير – منيرة السلوم » أطفال مجموعة بذرة تطوع عبد العزيز الجدعان