نحب رمضان، وهل هناك من لا يحبه؟ نحب الصيام، والقيام والسهر، نحب أطعمته الخاصة وتجمعاته المتميزة وسهراته المتجددة، نحب بطاقات التهنئة التي نستلمها ونرسلها حين يأتي ونحب رسائل التذكير العامرة بالخير والنصح والتناصح في الله، نحب القلب الخاشع والدمعة القريبة والمسارعة في عمل الخير والبحث عن مواضع الصدقات وفعل الخيرات.. وهل هناك من لا يحب كل هذا؟ لكننا لا نحب ولن نحب السرعة الجنونية التي يسير بها الناس طوال ايامه، لا نحب الزحام غير المبرر في الشوارع والطرقات والبقالات ومراكز التسوق.. لا نحب خرق أنظمة المرور في اشد ساعات الذروة وتجاهل المصلحة العامة في النظام من اجل مصلحة خاصة.. كأني بقائدي السيارات يتسابقون في سباق موت جهنمي، كأن أحدهم إن لم يصل إلى بيته قبل أذان المغرب سيجوع ويتشرد ولا يجد قوت يومه!.. ما الضرر في بضع دقائق زيادة يحافظ فيها على حياته وحياة من حوله وعلى صيامهم أيضا، فكل شخص يخترق النظام المروري يستجلب لنفسه سخط كل من حوله وسخطهم يدفعهم للتفوه بما لا يليق فيحملهم ذنوباً ويحمل هو ذنوباً كثيرة وقد تنتهي بحادثة حمانا الله وإياكم.. ولا نحب أيضا في رمضان ذلك المهرجان الفضائي الملون المتلون.. لا نحب أن تركز الفضائيات على الغث من البرامج والهزيل من الثقافة والوضيع من الفن، لا نحب أن نشاهد ونحن نبحث عن برنامج مفيد، مشهدا فاضحا أو نسمع حوارا هابطا أو يجرح صيامنا أسلوب ضحك وإضحاك مبتذل.. لا نحب أن نرى الجالسين على موائد الفتوى من كل شكل ولون وهم يتصارعون ويناقض بعضهم بعضا، لا نحب أن يستجيب دعاة الدين إلى مذيعي ومذيعات المنوعات فنراهم ضيوفاً في برامج لا تليق بهم يتحدثون فيما لا ينفع الناس من اجل تحقيق كسب آني يضيع في دياجره الشباب.. لا نحب أن نرى الموظفين يغالبون النعاس على مكاتبهم وهم يجرجرون أقدامهم كل صباح لحضور دوام لا يستفيد منهم شيئا، وويل لمن أوقعه حظه العاثر في موظف متجهم عصبي فنان في وضع العراقيل يحمل عذره فوق رأسه ويصيح في خلق الله «أنا صائم».. لا نحب كل هذا لكننا نحب رمضان.. كل عام وانتم بخير.. [email protected]