حدد عضو هيئة كبار العلماء والمستشار بالديوان الملكي معالي الشيخ الدكتور عبدالله بن محمد المطلق، خارطة طريق للخطباء والأئمة والدعاة والذين يتخذون المنبر وسيلة دعوية وفق المنهج الإسلامي القويم بالالتزام بالكتاب والسنة والتركيز على وحدة الصف والوطن والترابط باللحمة الوطنية مع أبناء الوطن وجميع الفرق والطوائف والذين يستظلون تحت راية المملكة العربية السعودية، مذكراً بما يحدث في الدول المجاورة من ويلات نتيجة تفرق وحدة الصف. وقال خلال اللقاء المفتوح بالخطباء والدعاة والأئمة بعنوان "مسؤولية الخطباء والدعاة والأئمة تجاه ترسيخ مفهوم جمع الكلمة ولزوم الجماعة والبعد عن أسباب الفرقة والنزاع"، والذي نظمه مساء أمس الأول فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بالمنطقة الشرقية برئاسة الشيخ عبدالله بن محمد اللحيدان، قال إن الإمام والخطيب والدعاة قدوة وعليهم مواساة الناس في حزنهم مشاركتهم أفراحهم ولا يكتفون بالمسجد فقط، فعليهم واجباتهم تجاه وطنهم ودينهم وبأن يسألوا عن أحوال الشباب وأسباب غيابهم ويذكروا أولياء أمورهم بأبنائهم وخطر الدخول إلى مواطن الفتن أو السفر إليها والانجذاب إلى أصحاب الأجندات والأهواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي. مبدياً أسفه بأن الكثير من الشباب بدأوا يُجذبون خلف أصحاب الأهواء نتيجة ضعف الخطاب المنبري وعدم محاكاته فكر الشباب، محذرا الأئمة والخطباء من الكسل واستخدام المنبر للتفرقة والتحزب والدخول في نوايا الناس والحكم عليهم من مظهرهم، مؤكداً أن تلك التحزبات والتفرقة تجر الويلات على الدولة والنيل من وحدة المملكة، وطالبهم بالوحدة لا سيما ونحن في أمس الحاجة إلى الالتفاف مع الدولة والتركيز على الكلام الذي يجمع ولا يفرق، بالإضافة إلى التنبيه على جماعة المسجد من دخول العديد من استخبارات الدول التي تتحرك لشق وحدة الصف واستغلال أبنائنا وكذلك أن يتسع صدورهم لإخواننا وأبنائنا في الوطن مذكرهم بالقول المأثور "العاقل يُشغل بالجاهل". ولفت أنهم أمام مسؤولية عظيمة، وهي الرد على الأبواق الناعقة بالخارج بأن منهج السلف هو منهج الفكر الإرهابي والمنظمات الإرهابية كالقاعدة وتنظيم "داعش" والتي هي بعيدة كل البعد عن منهج السلف الصالح، مشدداً على الاستفادة من برامج وفعاليات "حملة السكينة" التي خلفها وزارة الشؤون الإسلامية ووزارة الداخلية للاستفادة منها في الخطب، ومؤكداً في ذات السياق أن خطر وضحايا التطرف أكثر من ضحايا مرض إيبولا وكورونا مجتمعة. وفي إحدى المداخلات لإمام مسجد بلاط الشهداء بالدمام الدكتور عبدالعزيز الشهري عن عدم التركيز على الخطب التي تعمم من وزارة الشؤون الإسلامية من بعض الخطباء على مستوى المملكة، قال المطلق إن هذا التوجيه ملزم ويأتي إما من وزارة الشؤون الإسلامية أو من هيئة كبار العلماء أو من الديوان الملكي أو من مقام إمارات المناطق وعليه يجب العمل به والتركيز عليه. فيما أوضح إمام جامع عتبة بن غزوان الشيخ رياض البراك في مداخلته أن الضعف من الخطباء في التركيز على توعية الشباب من فكر التنظيمات الإرهابية المتطرفة مثل تنظيم "داعش"، فيما رد عليه الدكتور عبدالله المطلق بأن الخطباء والأئمة أمام مسؤولية جسيمة لتبيان سماحة الإسلام والعمل بها وبيان ذلك لمرتادي المسجد وبيان خطورة تلك التنظيمات التي لها أجندة مسبقة وظهرت جلياً أمام الجميع ومدعومة من الخارج. هذا ووزّع فرع الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد فرع المنطقة الشرقية بيان اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في "الدعوة إلى اجتماع الكلمة ونبذ الفرقة والاختلاف" والموقع من الأعضاء أحمد بن علي المباركي، وصالح بن فوزان الفوزان، وعبدالكريم بن عبدالله الخضير، ومحمد بن حسن آل الشيخ، وعبدالله بن محمد بن خنين، وعبدالله بن محمد المطلق، ورئاسة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ.