في حرب استباقية ضد الفكر الإرهابي ومنابع بثه وتبديد لأحلام الوصول إلى «الحور العين»، التي ساقت عدداً من أبناء الوطن نحو رفع الراية الداعشية أو تنظيم القاعدة، وحتى لا تتبلور فكرة إخوانية جديدة تنبع من أواسط المساجد ومنابر الأئمة، آثرت إمارة الرياض العمل على توجيه رسالة لخطباء المنابر في الرياض بمشاركة وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد في «ملتقى دور المسجد في تعزيز القيم الوطنية» الذي اختتم الأسبوع الجاري في الرياض. وأفاد المدير العام لفرع الوزارة بمنطقة الرياض الشيخ عبدالله الناصر ل«الحياة» بأن التنظيمات الإرهابية والأفكار الضالة تحيط بالسعودية من كل مكان مثل «داعش» و«النصرة» و«القاعدة» وغيرها، وأشار إلى وجوب توجيه رسائل للمجتمع عبر الخطباء، لذا تم عقد الملتقى لنشر الرسائل التي استوجب على الأئمة والخطباء العمل بها. وبحسب ما أورد الناصر فإن «اختيار الخطباء في الملتقى تم بناء على تقسيم لمناطق الرياض، ولم يأت نتيجة لخلل في خطبهم أو توجههم، إضافة إلى أن الدعوات وجهت أيضاً إلى مجموعة من الدعاة خارج منطقة الرياض». وتوّعد الشيخ الناصر كل من لا ينصاع للتعاميم التي أرسلت للخطباء ولأئمة المساجد ومديري دور وحلقات تحفيظ القرآن بشقيها الرجالي والنسائي ورؤساء المكاتب الدعوية، بالإحالة إلى جهات التحقيق. وذكر أن 20 خطيباً تجاهلوا التعميم الإلحاقي الذي وصل لكل خطباء الجوامع في مدينة الرياض أخيراً، وتم اتخاذ الإجراء اللازم في حقهم. وأكد أن دور النساء لتحفيظ القرآن لا تبتعد كثيراً عن ورش العمل التي أجريت خلال أيام الملتقى، إذ ستزود دور النساء بنسخة من التوصيات التي ستعمم نهاية آخر يوم للملتقى. ودعا الناصر الخطباء والإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي إلى حماية أبناء الوطن من الشبهات. ووصف المدير العام لإدارة شؤون المساجد بالرياض، رئيس اللجنة العلمية في الملتقى عبدالرحمن السعيد، خطباء المساجد بأنهم النواب عن خادم الحرمين الشريفين في توجيه الخطابات التوعوية والرسائل المفيدة. ودعا السعيد الأئمة إلى أن يكونوا أهلاً لمنبر الخطابة، لأن أكثر الناس يسمعون لهم، مواطنين أم مقيمين على أراضي المملكة. وأكد أن الملتقى استدعى من كل حي خطيب، وقال: «تم انتقاء النخبة من الخطباء، وذلك للوصول إلى ما عندهم من أفكار حول مواضيع تطرح في ورش العمل في ما يحقق المصلحة للجميع». وأضاف أن الملتقى لا يتسع لجميع الأئمة والخطباء، لأن هناك مدعوين من جهات أخرى تابعة للوزارة، مشيراً إلى تكوين لجنة تعنى بمتابعة توصيات الورش ومدى تطبيقها، وستعمم على جميع الخطباء حتى وإن لم يدونوا حضورهم في الملتقى. وأكد السعيد أن الوزارة لن تسمح لأي خطيب أن يخرج عما رسمته له الوزارة، مشيراً إلى مبدأ المناصحة للخطيب والإمام في حال إبداء تجاوزات منهم، أما المحاسبة ففي حال تكرر الفعل فقط. وقال: «لن يصعد المنبر جاهل أبداً، بل إنسان متعلم له مكانته، والوزارة تولي المنبر اهتماماً بالغاً».