إطلالة على منتديات التطرف والتحزب ضد الآخر المختلف «من الطرفين سنة أو شيعة» توضح حجم «الغليل» الذي حرك رواكده الشيخ محمد العريفي إمام وخطيب مسجد البواردي في العاصمة الرياض، بعد خطبته التي طرح فيها رأيه الشخصي حول المذهب الشيعي. وبالطبع هذا الرأي والتوجه لا يمثلنا ولا يتسق مع جهود قائد بلادنا خادم الحرمين – حفظه الله – لمد الجسور وردم الفجوات بين أتباع الأديان في العالم، الأمر الذي يؤدي بنا مع هذا التناقض الفج ونتيجة استخدام منبر مقدس في وقت حساس التمني على وزارة الشؤون الإسلامية إعادة النظر في مقومات الأئمة والخطباء وحجم التزامهم بتعليمات الوزارة. منبر الجمعة والمسجد ليس لطرح الآراء الشخصية، وهو استراحة المسلم الروحانية ومن الإجحاف والتجاوز استخدامها للمساس بالآخرين، وأخطر ما يمكن أن يطاله ما قيل على منبر جامع البواردي في تلك الخطبة «وحدتنا الوطنية» والمشتركات التي ينبغي العمل من منطلقاتها على الأقل الدعوة لاحترام المختلف وليس التحريض عليه وتحقيره. وجنودنا البواسل على الجبهة يحتاجون دعما إنسانيا ووطنيا من الدعاة والشيوخ الأفاضل ولا أتصور أن سب أتباع أحد المذاهب من أنواع الدعم، خاصة أن أطيافا من مرتزقة العالم يتكدسون على حدودنا وعلى رأسهم فلول القاعدة ما يوصلنا إلى أن تناول مذهب بعينه دليل التوظيف البائس لفكرة عنصرية ربطت بأفكار مبعثرة القاسم المشترك بينها مهاجمة مذهب والانتقاص من معتنقيه لتعبئة وإيغار الصدور على من يدينون به على أرضنا وتعريض أرواحهم ومقدرات الوطن للفتنة. بين موقف العريفي و«الغليل» الذي شفاه لعشاق الفتن الطائفية وموقف إمام مسجد يستشعر هموم مجتمعه بون شاسع يجسد الفروق، والخطيب د. محمد السهلي فى خطبة الجمعة في جامع الأميرة شيخة شرح للمصلين واقعا مخزيا تعيشه سيدة مطلقة تقيم مع أربعة أبناء في خيمة في مكةالمكرمة وحرك مشاعر المصلين فحصلت السيدة على شقة وتبرع بتأثيثها، وتخصيص مقطوع شهري .. مثل هذا الخطيب نحتاج تعميم خبرته ومبادراته لنتحول إلى مجتمع متكافل. وفيما اعتبر الأمير خالد بن سلطان مساعد وزير الدفاع «بعض الأبواق حاولت الإيهام أن الأحداث في الجنوب طائفية» ذكر الأمين العام لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني فيصل بن معمر أخيرا أن مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني بالتنسيق مع وزارة الشؤون الإسلامية ينوي تطبيق خطة لتدريب 40 ألف إمام مسجد على «ثقافة الحوار والاتصال»، لكون ثقافة الحوار من الأساليب الناجحة لمكافحة التطرف والغلو .. من هنا نتمنى إخضاع بعض الأئمة الداعين للاحتراب المذهبي مستقبلا إلى برامج المناصحة إذا لم يجد معهم برنامج التدريب على ثقافة الحوار وحتى لا يكون موقفهم متسقا مع موقف بعض «الأبواق» الخارجية المترصدة بنا وببلادنا. [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة