أكد رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي أن جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية التي دشنها خادم الحرمين الشريفين حفظه الله الشهر الماضي قادرة على تحفيز أبناء الأمة لمنافسة العالم الأول والثاني في مجال العلوم والتكنولوجيا الذي لاتزال أمتنا \"عالة\"على غيرها فيه،مشدداً على أن ذلك ليس بالمتعذّر ولا المتعسّر على أمتنا التي أسست حضارة قادت العالم لثمانية قرون متى ماهُيّئ لها السبيل وصدقت العزائم وأُزيلت العوائق. وجدد الدكتور القرضاوي تهانيه للمملكة على إطلاق هذه الجامعة الجديدة وبدء الدراسة فيها متمنياً أن تكون خطوة للأمام في التعليم العالي بما توفره من فرص وإمكانات للمتفوقين والمتفوقات من أبنائها وبناتها معلقاً على مايثار حول الاختلاط وماإلى ذلك داخل الجامعة بالتأكيد على أنه لايوجد حكم شرعي يقول: حيثما وجدت المرأة يجب أن يختفي الرجل وحيثما وجد الرجل يجب أن تختفي المرأة. وقال إن المشاركة واللقاء بين الرجل المسلم والمرأة المسلمة أمر مشروع متى ماروعي فيها الآداب والضوابط التي حرص عليها ديننا الحنيف مؤكداً على أنه لايوجد في تراثنا أوثقافتنا الإسلامية شيء اسمه(الاختلاط) ، وأوضح في هذاالصدد أن الإسلام شرع لقاء الرجال بالنساء في مناسبات كثيرة منها في العبادة كصلاة الجماعة في المسجد حيث لم يشرع في الإسلام (مسجد للنساء)، وكان المسجد الإسلامي للرجال والنساء جميعاً وهذا منذ عهد النبوة حيث كانت النساء يصلين مع الرجال في مسجد واحد ولايوجد بين صفوفهم أي فاصل وهنالك أيضاً اللقاء المشترك في الحج والعمرة برغم ماقد يكون فيهما من زحام وأيضاً صلاة العيد التي أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يجعل منها مهرجاناً إسلامياً يشترك فيه الرجال بالنساء وأيضاً اللقاءات المشتركة في دروس العلم حيث كانت النساء يشهدن الدروس النبوية في المسجد ، ويسألن أحياناً فيما يخصهن من أسئلة ربما يعتبرها بعض الناس اليوم جريئة أو غير لائقة ولكن كما قالت أم المؤمنين عائشة:\"رحم الله نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين\"، مضيفاً أن الرجال كانوا يحضرون مع النساء في مناسبات اجتماعية شتى كما ثبت ذلك في السنة النبوية الصحيحة التي أحصى الباحث الإسلامي عبدالحليم أبو شقة الكثير منها في كتابه (تحرير المرأة في عصر الرسالة). وأشار رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين في معرض تصريحه حول الجامعة الجديدة إلى أن تخصيص الجامعة للدراسات العليا يعني أن طلابها وطالباتها قد تجاوزوا مرحلة المراهقة ومابعدها ونضجوا من ناحية السن والمعرفة وغالبيتهم متزوجون ومتفوقون ويطمحون للحصول على الماجستير والدكتوراه ولا همّ لهم إلا المكتبة والكمبيوتر مايعني أنهم بعيدون عما يثار . وأكد في ختام تصريحه على ضرورة الحفاظ على الآداب والتقاليد الإسلامية داخل هذه الجامعة كالالتزام باللباس الشرعي وعدم التهاون في كشف الرأس أو الذراعين أو شيء من الساقين بالنسبة للمرأة وأن تغطي جميع جسمها بملابس لاتشف ولاتصف ماعدا الوجه والكفين ومن أرادت أن تغطي وجهها فذلك من حقها مع وجوب الامتناع عن التبرج بكل صوره داخل الجامعة إلى جانب منع الخلوة بين الجنسين باستثناء الحديث بينهما علناً في القضايا العلمية أو الاجتماعية فلا حرج في ذلك كما كلّم سيدنا موسى الفتاتين في مدين وكلمتاه وكما كلّم سيدنا زكريا مريم كلما دخل عليها المحراب ولم يكن مَحْرَمَاً لها، كما دعا القرضاوي إلى منع التلاصق بين الطلاب والطالبات بمعنى إذا كانت هنالك محاضرة مشتركة يكون للبنين صفوفهم وللبنات صفوفهن مع التشديد في ذلك من البداية.