هنأت منظمة الصحة العالمية، أمس، الصينيين الذين تمكنوا بسرعة كبيرة من إنتاج لقاح من جرعة واحدة لمكافحة إنفلونزا الخنازير. وقالت مديرة قسم اللقاحات في المنظمة ماري بول كيني «كان الصينيون فائقي السرعة في هذا المجال، ويمكننا توجيه التهاني إليهم لمشاطرتهم نتائج التجارب معنا». ووقع اختيار بكين، أمس، على شركة «سينوفاك» لصناعة الأدوية الصينية لإنتاج اللقاح الصيني الأول لإنفلونزا «إتش1 إن1»، الذي تكفي جرعة واحدة منه لاكتساب مناعة ضد المرض. وقال جانغ وي الرئيس المسؤول في سلطة الأغذية والأدوية الصينية خلال مؤتمر صحافي إن «لقاح «إتش1 إن»1 الذي أنتجته «سينوفاك» موافق عليه رسميا». وأضاف أن «التجارب التي اكتملت أظهرت أن لقاح سينوفاك آمن». وكانت «سينوفاك» أعلنت منتصف أغسطس (آب) أنها طورت لقاحا مضادا لفيروس «(إتش1 إن1)» المسبب لإنفلونزا الخنازير، أحادي الجرعة، أي ثبتت فاعليته من الجرعة الأولى، بينما تجري كبرى المختبرات الدوائية الغربية تجارب سريرية على لقاحات ثنائية الجرعة. وفي بال أعلنت مجموعة «نوفارتيس»، أمس، أن اللقاح المضاد لفيروس «إتش1إن1» المسبب لإنفلونزا الخنازير الذي تعمل حاليا على تطويره أظهر تجاوبا «قويا» في نظام المناعة خلال الدراسات السريرية التي أجرتها المجموعة. وأوضحت المجموعة في بيانها أن الدراسة الأولى من هذا النوع التي أجراها المختبر السويسري أظهرت «تجاوبا قويا في المناعة قد يكون على شكل حماية» في 80% من الحالات بعد حقن جرعة واحدة وفي أكثر من 90% من الحالات بعد حقن جرعتين. وأجريت الدراسة السريرية على مائة شخص تتراوح أعمارهم بين 18 وخمسين عاما في مستشفى ليستر الجامعي في وسط بريطانيا مع لقاح تم تطويره عبر زرع الخلايا وهي طريقة سريعة ومستحدثة. واعتبرت «نوفارتيس» أن «النتائج أثبتت أن رد الأجسام المضادة كان الأقوى لدى الأشخاص الذين تلقوا جرعتين من اللقاح رغم أن الجرعة الواحدة أثارت أيضا ردا يتيح الحماية من الإنفلونزا». وقال أندرين أوزوالد مدير قسم اللقاحات والتشخيص «رغم أنه تبين أن جرعتين تقدمان حماية أفضل فإن جرعة واحدة من لقاحنا «سيلتورا» (الاسم التجاري للقاح الذي تطوره نوفارتيس) قد تكون كافية لحماية الراشدين من إنفلونزا الخنازير». وتجري «نوفارتيس» التي تسعى لتسويق اللقاح بحلول أكتوبر (تشرين الأول)، دراسات سريرية أخرى على لقاح يطور عبر زرع الخلايا والطريقة الكلاسيكية على أكثر من ستة آلاف راشد وطفل. وكان ناطق باسم المجموعة أعلن أن مختبر بال في سويسرا الذي بدأ الدراسات السريرية في يوليو (تموز) يعتزم عرض مائة مليون جرعة من اللقاح بحلول نهاية السنة. والمجموعة التي تجري محادثات مع أكثر من 35 حكومة تلقت طلبيتين تصل قيمتهما إلى 979 مليون دولار من الحكومة الأميركية. ووقعت «نوفارتيس» أيضا عقودا أخرى لا سيما مع فرنسا وهولندا وسويسرا. وقال أندرو وايس المحلل في بنك فونتوبل، إن «المعطيات الأولية مشجعة وتشير إلى أنه في حال وجود عرض محدود بسبب ضعف الإنتاج فإن جرعة واحدة للشخص تتيح تقديم حماية كافية للشعب من إنفلونزا الخنازير». على صعيد تطورات انتشار المرض قالت «واشنطن بوست»، أمس، إن أكثر من نصف كليات وجامعات الولاياتالمتحدة التي ترصد انتشار المرض أبلغت عن 1600 حالة وسط الطلاب خلال الأسابيع الأولى من الدراسة. وقالت جمعية الصحة في الكليات الأميركية إن 1640 حالة سجلت في الأسبوع بين 22 و28 أغسطس (آب) الماضي ولم تحتج سوى حالة واحدة إلى دخول المستشفى. وشمل المسح نحو 165 مؤسسة تعليمية تضم مليوني طالب. ويصاب عادة بإنفلونزا الخنازير الأطفال والشباب وأعراضه ما زالت معتدلة. وفي الإمارات قالت وكالة الأنباء الألمانية إن وزارة التعليم الإماراتية أغلقت مدرسة في إمارة الشارقة لإصابة عدد من طلابها بإنفلونزا الخنازير. وفي تطور جديد، قررت جامعة البحرين التي تضم 14 ألف طالب أمس تأجيل بدء الفصل الدراسي الأول من العام الجامعي 2009 2010 إلى ما بعد إجازة عيد الفطر، ضمن إجراءات تهدف إلى الوقاية من فيروس إنفلونزا الخنازير. وقال رئيس الجامعة إبراهيم جناحي، كما نقلت عنه وكالة أنباء البحرين «يأتي هذا القرار بعد دراسة وسلسلة من المشاورات مع الأطراف المعنية في المملكة لمزيد من الحرص على سلامة جميع المنتسبين إلى جامعة البحرين» وبهدف «سد جميع المنافذ الممكنة على هذا المرض». وقامت الجامعة بوضع كاميرات حرارية في مقرها الأساسي في منطقة الصخير وفي مدينة عيسى (جنوب المنامة). ودعت جميع المنتسبين إليها من خارج البحرين إلى «التوجه للمراكز الصحية المتخصصة في الجامعة لإجراء الفحوصات من أجل التأكد من سلامتهم»، كما «قامت بفحص جميع الطلبة المستجدين الذين حضروا إلى الجامعة». وأعلنت البحرين حالتي وفاة بفيروس «إيه إتش1 إن1» فيما بلغ عدد الإصابات بالمرض أكثر من مائتي شخص منذ مايو الماضي (أيار).