حمل مفتي عام المملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ على شرائح من المتزوجين بالمسيار، الذين اعتبرهم لئاماً ومخادعين يتلاعبون بالميثاق الغليظ. وأكد في إجابة على سؤال وجه إليه في برنامج «نور على الدرب» أخيراً أن بعضاً من هذه الفئة يتذرعون بأن شروط النكاح كاملة، إلا أن ذلك لا يبرر أفعالهم المضادة لتعاليم الإسلام. وانتقد أولئك الذين يستغلون المسيار في مجرد قضاء وطر، ولا ينظرون إليه على أنه «عقد يلزمهم حقوقاً وواجبات، ولا على أن بينهم وبين تلك المرأة روابط زوجية وعلاقات أسرية». وفي ما يأتي نص السؤال والإجابة: *كثير من الشبان يتزوجون المسيار إشباعاً لرغباتهم فتجد الواحد منهم يتزوج الكثير من النساء في فترة قصيرة يتزوج ثم يطلق وهكذا، نرجو منكم نصيحة لمثل هؤلاء الشباب وما هو حكم فعلهم حفظكم الله ورعاكم. - بسم الله والحمد لله وصلى الله وبارك على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وبعد: الأخ - من المدينة - طرح السؤال يقول نرى رغبة كثير من الشباب في زواج المسيار وما هو إلا إرضاءً لغرائزهم ومتعهم فقط وربما كرر هذا الزواج مراراً فيتزوج المرأة ويطلقها مسياراً ثم يأخذ الأخرى وإلى آخره، فلسان حاله يقول ربما أخذ في الشهر الواحد أكثر من أربع يتزوج هذه أسبوعاً ويطلقها وقد خطب الثانية ثم الثالثة ثم الرابعة وربما يتواصل بأن يقول أنا مطلق وليس معي زوجة وليس لي بيت ويظن الظان أنه صادق والرجل إنما أراد إرواء الغريزة ولم يرد السكينة والرحمة التي أرادها الله بين الزوجين قال تعالى «وجعل بينكم مودة ورحمة» فلم يرد المودة والرحمة والسكنية إنما أراد إرواء الغريزة فقط. يا إخواني نعلم حقاً أن الزواج إذا استكمل اركانه وشروطه فالعقد شرعي وأركان النكاح عند الفقهاء ايجاب من الولي بأن يقول زوجتك وقبول من الزوج بأن يقول قبلت ويكون الزوجان خاليين من العيوب والموانع فليس هناك رضاع بينهم ولا صلة وحرمية تمنع الزواج. وشروطه أربعة: رضا الزوجين بالزواج فلا إكراه، وتعيينهما فتكون المرأة عالمة بعين زوجها ويكون الرجل عالماً بعين امرأته والولي الذي يعقد النكاح المسلم الحر البالغ الذكر ذو العدالة والاستقامة وحضور الشاهدين، فإذا استكملت هذه الشروط والأركان فالعقد في ظاهره صحيح لا غبار عليه، لكن هذا العقد الذي تم باستكمال الشروط والأركان ما هي الغاية منه؟! هل الغاية منه السكينة كما قال تعالى «ومن آياته.. «المقصود فقط إرواء الغريزة والتمتع والتلذذ بين زوجة واخرى، هذا المسيار الزوج لا ينظر إليه على أنه عقد يلزمه حقوقاً وواجبات، ولا على أن بينه وبين تلك المرأة روابط زوجية وعلاقات أسرية، ولا ينظر إليه على أن هذا العقد يفرض عليه النفقة والكسوة والمبيت، ولا ينظر إليه على أنه عقد يجعله يحنو على المرأة ويشفق عليها ويرعاها إنما فقط قضاء وطر، ويحتج علينا بأن الشروط والأركان كاملة. نعم الشروط والأركان كاملة ولكن إلى متى هذا التلاعب وإلى متى هذا الخداع للنساء وإلى متى هذا التلاعب بفروج النساء ألم تسمعوا قول الله تعالى: «وأخذن منكم ميثاقاً غليظاً» فسمّى عقد النكاح ميثاقاً ووصف هذا الميثاق بأنه غليظ، ولهذا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إن أحق الشروط أن توفوا به ما استحللتم به الفروج»، هذا المسيار الرجل ينظر إليه على أنه قضاء وطر ولا ينظر إليه على أنه أمر مهم، ولهذا يطلق المرأة وطلاقها عنده أن يغيب عنها فلا يأتيها، فإن كان ذا أمانة أرسل صك الطلاق وإلا تجاهلها ونسيها ولا تدري أطلقت أم لا، وهذا ما يفعله بعضهم من أولي اللئامة والخسة فلا يعود إليها ولا يبلغها بالطلاق فتبقى معلقة تبحث عن ذلك المجرم ولا تجده ثانياً فيطلق، ولكن هل ينتظر إلى ان تنتهي عدتها ثلاثة قروء إن كانت تحيض أو ثلاثة أشهر إن كانت يائسة، أم يذهب يخطب امرأة اخرى ويقول ليست معي سوى زوجتي وأم أولادي فيخطب ثانية وثالثة ورابعة وربما خطب خامسة، فيصبح من في ذمته مع من طلق ستاً ولا يبالي، حتى قال بعض من كتب أنه أحصى أن بعضهم عدوا لأنفسهم في سنة أكثر من مئة امرأة. كل هذا يا اخواني تلاعب وتساهل وعدم مبالاة، وأنا أقول زواج المسيار لا أعيب عليه نقص الشروط والأركان إنما أعيب عليه استغلال الرجل له في أغراض خاصة وتجاهله كل مقاصد النكاح التي شرع لأجلها النكاح. فلنتعقل ولنتدبر، ويا أيتها المرأة لا يخدعنك الرجل بأسلوبه ويغرر بك فيأخذك أياماً ثم ينساك، وربما تتمنين صك طلاق فلا تجدينه، فاهتمي وتوثقي واجعلي وليك يؤكد ويوثق الامور. ولنحذر من خداع هؤلاء الذين إذا أخذوا المرأة شرطوا عليها ألا تحمل ولا تلد بحجة أنهم لا يريدون أولاداً فأولادهم عندهم، أنت فقط فراش فلا حمل ولا ولد ولا ولا.... هذه يا اخواني كلها أخطاء وتلاعب استخفاف بالعقود الشرعية