اعتبر المفتي العام للمملكة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ، ما يسمى بزواجي المسيار والمسفار ونحوهما، لا يصحان زواجاً شرعياً وفقاً للمراد الإلهي من الميثاق الذي وصفه ب«الغليظ». وقال آل الشيخ في لقائه الأسبوعي على القناة السعودية الأولى أول من أمس (الجمعة)، إن زواجي المسيار والمسفار من أجل قضاء وطر لا أكثر ولا أقل، ولا يحققان الحكمة التي أرادها الله من الزواج، وهي السكن في قوله تعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة). جاء ذلك رداً على سؤال من أحد حضور الحلقة، الذي سأله عن ممارسات بعض المسافرين ممن يتزوجون نساء خارج الحدود، ثم يغادرون بلادهن ويتركون بعضهن حاملات، فلا يسألون عن أبنائهم، ما دفع آل الشيخ إلى التحذير من هذا النوع من التلاعب بالمسؤوليات، مذكراً بوعيد النبي بأن «كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت». وكان آل الشيخ إضافة إلى علماء آخرين في السعودية وخارجها اتفقوا عام 2005 في مكةالمكرمة على اعتبار زواج المسيار شرعياً، بوصفه زواجاً كامل الأركان والشروط، وإنما فقط تتنازل فيه المرأة عن حقها في المبيت أو النفقة. وفي موضوع آخر، نبّه المفتي إلى أن فخر الناس بأسرهم وعشائرهم لا يجوز أن يتطور إلى «العصبية القبلية المقيتة، فالطعن في الأنساب من أمر الجاهلية، والناس جميعاً سواسية، أبناء آدم، لا فضل لأحدهم على آخر إلا بالتقوى». واعتبر في سياق سؤال آخر حول البراكين، التي تضرب منطقة المدينةالمنورة وما جاورها، أن الدولة بذلت جهداً مشكوراً في تخفيف مأساة المتضررين، أما القول بردّ تلك الأحداث إلى الطبيعة فإن المفتي يراه خطأ، وذلك أن جميع ما يصيب الناس إنما هو بذنوبهم.