جددت وزارة الخارجية السعودية تحذيرها لمواطنيها بسرعة مغادرة سوريا، وطلبت من الراغبين في السفر إليها الامتناع عن ذلك حالياً "بسبب ما تشهده من اضطرابات،" لتنضم الرياض بذلك إلى عواصم خليجية أخرى كانت قد قامت بخطوة مماثلة، بينما تستمر مطالبة السعودية لدمشق بالتحقيق في مقتل أحد مواطنيها بمدينة حمص. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن الأمير خالد بن سعود بن خالد، مساعد وزير الخارجية، تشديده على تصريحات الأمير سعود الفيصل، وزير الخارجية، حول مغادرة المواطنين السعوديين المتواجدين والمقيمين في سوريا والعودة للمملكة نظراً للأحداث الراهنة التي تشهدها الساحة السورية "وذلك حفاظاً على أمنهم وسلامتهم." وكانت الإمارات والبحرين وقطر قد اتخذت خطوات مشابهة في وقت سابق، كما غادر معظم سفراء دول الخليج الأراضي السورية في وقت سابق، كذلك وجهت دول غربية دعوات مماثلة لمواطنيها، وبينها الولاياتالمتحدة. هذا، وكان العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز قد وجه رسالة إلى الشعب السوري مطلع أغسطس/آب الماضي، أعلن فيها استدعاء سفير بلاده في دمشق، قائلاً إن ما يجري في سوريا "لا تقبل به المملكة،" داعياً إلى ضرورة وقف ما وصفها ب"آلة القتل." يُذكر أن عدداً من سفارات الدول الخليجية، إضافة إلى سفارات ومقار بعثات دبلوماسية أخرى، تعرضت ل"اعتداءات" من قبل موالين للحكومة السورية، بعد صدور قرار مجلس وزراء الخارجية العرب بتعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية. وقبل أسبوع، دعت السلطات السعودية نظيرتها السورية إلى ملاحقة "الجناة" الذين يقفون وراء مقتل مواطن سعودي أثناء زيارته لأقاربه في "حمص"، بعد انتشار مقاطع فيديو على شبكة الانترنت، تظهر جثة الشاب السعودي، أفادت بأنه قُتل على يد "شبيحة" نظام الرئيس السوري بشار الأسد، بينما سارعت وسائل إعلام سورية لاتهامه بأنه مسلح قتل بمواجهة مع رجال الأمن. وأوضح مصدر مسؤول في السفارة السعودية بدمشق، "حيال مقطع فيديو تناقلته بعض مواقع الانترنت لمواطن سعودي مغدور بسوريا، أنه اتضح للسفارة صحة الخبر، وأن الاسم الصحيح للمواطن السعودي المقتول، حسين بن بندر بن خلف العنزي"، مشيراً إلى أنه قُتل فجر 21 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، في مدينة حمص. وأضاف المصدر قائلاً إن "المملكة تنظر بقلق شديد لهذا الاعتداء الآثم، وإن السفارة قامت بالاتصال بالجهات السورية المختصة، لمعرفة الظروف والملابسات المحيطة بهذه الجريمة، ومطالبتها بالقبض على الجناة، وتقديمهم للعدالة، وفق البيان.