رفضت وكالة الاستخبارت الأمريكية المركزية (سي آي إيه) السماح بنشر صور وفيديو لزعيم "القاعدة" أسامة بن لادن الذي اغتالته وحدة أمريكية خاصة ببلدة "أبوت آباد" الباكستانية في مايو، بدعوى أن ذلك "قد يعرض الأمن القومي للخطر". وقال مدير الخدمة السرية الوطنية في "سي آي إيه" جون بينيت في رسالة جوابية مبررًا رفض الكشف عن الصور ردًّا على دعوى قضائية رفعتها هيئة مراقبة حكومية للمطالبة بالكشف عنها، إن هذا الأمر قد يكشف "أنشطة استخباراتية وأساليب عمل"، بحسب موقع "بوليتيكو" الأمريكي. وأوضح في سياق رفضه أن السماح بنشر الصور الخاصة بعملية اغتيال زعيم "القاعدة" من شأنه إلحاق "ضرر خطير غير مسبوق" بالأمن القومي، وهو الأمر الذي تذرعت به الإدارة الأمريكية في رفضها الكشف عن الصور عقب العملية في مايو. وفي أعقاب العملية، حذر مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية آنذاك، ليون بانيتا - الذي شغل لاحقًا منصب وزير الدفاع - من أن تنظيم "القاعدة" قد يحاول الانتقام لمقتل ابن لادن، بعد أن تم توجيه ضربة قوية، لمن وصفهم ب"الأعداء". وكان "جوديشيل ووتش" - وهي هيئة مراقبة قضائية غير حزبية - أقامت دعوى قضائية تسأل فيها البيت الأبيض عن سبب عدم نشره 52 صورة وفيديو لابن لادن. ويعتقد الخبراء أن الإدارة لديها فرصة جيدة للاحتفاظ بالصور؛ لأن المحاكم عادة تراعي رغبة السلطة التنفيذية في قضايا تخص الأمن القومي. وغداة العملية، بث تليفزيون أمريكي صورًا للمجمع الذي كان يقيم فيه أسامة بن لادن في باكستان يعمها الخراب وملطخة بالدماء بعد الهجوم. وتُظهر الصور آثار دماء على أرض إحدى غرف الفيلا، وصور أثاث مقلوب وعدد من الحواسيب انتزعت منها أسطوانات "سي دي". كما تكشف الصور عن ثغرة عملاقة في الجدار الخارجي للمنزل يمكن رؤية الخراب من خلالها وخصوصًا سرير مرتفع محطم. كما بثت وكالة الاستخبارات الأمريكية لاحقًا تسجيلات مصورة قالت: إنها جرى العثور عليها خلال عملية الهجوم على المجمع الذي كان يقيم فيه ابن لادن. ويظهر زعيم "القاعدة" الراحل في أحد هذه الأشرطة بلحية رمادية وهو يشاهد نفسه على التليفزيون. وتم عرض خمسة أشرطة فيديو بلا أسماء عثر عليها في جهاز الكمبيوتر الذي صودر من مقر إقامة ابن لادن على صحافيين في مؤتمر صحافي. وفي أحد هذه الشرائط التي لم يحدد موعد تسجيلها، يظهر زعيم "القاعدة" بلحية رمادية وعمامة سوداء ملتحفًا بغطاء بني وهو يشاهد التليفزيون. ويظهر ابن لادن جالسًا على الأرض وهو ينتقل مستخدمًا أداة التحكم عن بعد من قناة إلى أخرى متوقفًا عند تلك التي تبث لقطات له. وهذه اللقطات المعروفة يظهر فيها ابن لادن مرتديًا زيًّا عسكريًّا وحاملاً عصا في يده وهو ينزل من منحدر أو وهو يرتدي جلابية بيضاء ويتأهب لإطلاق النار من رشاش آلي. لكن لم يتم نشر صور خاصة تظهره بعد عملية الاغتيال، فيما يقول مسئولون أمريكيون ونواب بالكونجرس اطلعوا على الصور: إنها بشعة للغاية. يذكر أن الأمريكيين قاموا بالتخلص من جثة المطلوب الأول أمريكيًّا بإلقائها في بحر العرب، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة آنذاك لمخالفته الشريعة الإسلامية.