أكد الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء المصري أن السعودية لم تطلب التجاوز عن محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، ولم تطلب وساطة مصرية مع طهران، وأن شعب مصر شعب حر أبي ولا يرضى عن أي محاولة للمساس بعروبة وأمن دول مجلس التعاون الخليجي، واصفاً ذلك بأنه خط أحمر. ونقلت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" عن الدكتور عصام شرف في حديث أجراه رئيس تحرير صحيفة "المستقبل" الكويتية الدكتور زهير إبراهيم، تنشره في عددها الصادر اليوم الأحد: إننا لن نرضى ولن نقبل بالمساس بأي دولة خليجية وعروبة الخليج خط أحمر, لأن دول مجلس التعاون الخليجي دول عربية وجزء من الأمة العربية التي تعتبر مصر مركزها وأمها الرءوم التي تلتف حولها وتشعر بالأمان بها وعن طريقها، ولذلك لن نرضى بالتعدي على عروبة دول الخليج العربي أو المساس بوحدته. ونفى شرف وجود وساطة مصرية ما بين السعودية وإيران, إلا أنه قال إن إيران دولة مسلمة وجارة مثلها مثل تركيا، تهمنا ونحترمها إلا أننا لا نرضى بتدخل إيران في شئون الدول العربية ومنها الخليجية وعليها احترام الجيرة. وعن أهداف جولته الخليجية، قال الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء إن لمصر علاقات استراتيجية متينة مع دول مجلس التعاون الخليجي وهذه العلاقات قديمة جداً ومترابطة بين شعب مصر وشعوب هذه الدول وهناك قوى عاملة مصرية تعمل في الخليج وأيضا هناك علاقات أسرية ونسب وتصاهر واستقرار اجتماعي، إلى جانب العلاقات والمصالح الاقتصادية والتجارية المتبادلة , فالجولة تأتى بعد انشغال مصر بثورة أبنائها والجولة هي الجولة الأولى التي تمثل الشعب المصري شعب الثورة والفكر العربي الحر إلى أشقائه دول الخليج لنلتقي معاً صفاً واحداً لمصلحة الأمة العربية ولجعل حركة وعجلة العمل تدور رحاها ولا تتوقف من أجل تطوير العمل المشترك. وعما يتردد عن تقارب مصري إيراني في الوقت الذي تشهد فيه العلاقات الخليجية الإيرانية توتراً، قال الدكتور عصام شرف: إن الزيارة لا علاقة لها بهذا الأمر والرياض عاصمة المملكة العربية السعودية لم تطلب منا التوسط مع إيران, والمسئولون السعوديون لم يطلبوا هذا الأمر, ولكننا نأمل بحل أي خلاف بالحوار والمكاشفة ومن خلال الحوار السلمي الذي يهدف إلى احترام كل دولة لسيادة الأخرى وعدم التدخل في شئونها والبعد عن كل ما قد يؤدي إلى التنافر والخلاف, لأن الأمة العربية والإسلامية تطالب باحترام بعضها البعض وعدم تدخل كل طرف في شئون الآخر، ورغبة الشعوب يجب أن تحترم وليس رغبة الساسة, وما حدث في مصر وبعض الدول العربية خير مثال على حرية الشعوب في التعبير عن رأيها ولرفضها فكر الديكتاتور الأوحد في القرارات السياسية والمصيرية منها. الجدير بالذكر أن الدكتور عصام شرف قرر تأجيل جولته الخليجية إلى وقت لاحق سيحدد فيما بعد، وذلك لانشغاله ببعض الارتباطات والقضايا والملفات الداخلية، وقد صرح بذلك الدكتور أحمد السمان المستشار الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء. وعن البعد الاقتصادي لجولته الخليجية خصوصاً أن الزيارة سبقتها مبادرة كويتية بفتح صندوق استثماري لإنعاش الاقتصاد في مصر بمبلغ مليار دولار, قال الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء: "بالتأكيد للزيارة بعد اقتصادي وهى أن لدول مجلس التعاون الخليجي استثمارات في مصر وهي استثمارات ناجحة ونحن نطمئن أشقاءنا في هذه الدول بأن استثماراتهم مؤمنة ومستمرة وحقوقهم محفوظة ولن تتوقف طالما هي تعمل وفق القوانين المصرية ذات المعايير الدولية, وأن هناك مجالات أكثر للاستثمار المشترك الذي يحقق الرفاه الاقتصادي من خلال المشاريع الناجحة التي تسير وتنتهج الأساليب الصحيحة والسليمة من دون وساطات أو محسوبيات أو منافع شخصية". ورداً على سؤال عما حدث بالنسبة للأراضي المستثمرة بأسعار غير حقيقية للمستثمرين المصريين والعرب، أشار الدكتور عصام شرف في حديثه إلى أن الأراضي أملاك الدولة العامة، وهي ملك للشعب المصري، والأراضي التي بيعت لمستثمرين أياً كانت جنسياتهم من خلال التلاعب بقيمها الدفترية وأسعارها الحقيقية يتم التفاوض بشأنها مع المستفيدين منها دون وجه حق، مثل ما فعلنا مع الأمير الوليد بن طلال, حيث تفاوضنا معه حول أسعار الأراضي التي استفاد منها دون أسعارها الحقيقية ،وتوصلنا معه إلى اتفاق يحقق المصلحة لمصر وله, ومصر تحاكم الوزراء المتورطين في فساد بيع الأراضي ولا تحاكم المستثمرين بل تجرى تسويات معهم. ورداً على سؤال عن طريقة التعامل مع الرئيس السابق حسني مبارك أوضح الدكتور شرف أنه ليس للعاطفة محل أمام قضية وطن وأمة، فمصر وطن والشعب المصري أمة حرة أبية, ولقد ثارت هذه الأمة ضد حاكم ارتضته لخدمتها وقد ألحق الأضرار بها ما أدى لغضب الشعب عليه وإزاحته عن الحكم. وأضاف شرف: "نحن وقفنا مع الكويت ضد غزو صدام لها وتم تحرير الكويت بعون من الله أولاً، ثم مساندة مصر بقواتها إلى جنب القوات الكويتية ودول العالم المتقدم ومصر ستقف أيضاً مع كل دولة عربية إن احتاجت لها لأن مصر تمثل شعباً، وبعد حكم طويل للرئيس السابق حسني مبارك وجد الشعب أنه أضر به كثيراً, كما أضر بمصر وطلب منه التنازل عن الحكم وتحويله للمحاكمة هو وبعض المسئولين وأسرته عن تهم كثيرة هي بيد النائب العام والقضاء المصري". وعما إذا كان هناك طلب سعودي بخصوص الرئيس السابق حسني مبارك قال الدكتور عصام شرف رئيس مجلس الوزراء: لم يكن.