سعت مصر إلى طمأنة دول الخليج، مؤكدة أن تقاربها مع إيران لن يكون على حساب أمن الخليج الذي اعتبره المجلس العسكري في بيان أمس «جزءاً لا يتجزأ من الأمن القومي المصري». ونفت وجود خلافات مع دولة الإمارات، مشددة على «العلاقات التاريخية» مع بين القاهرةوالرياض وأبو ظبي. وأكد رئيس الوزراء المصري الدكتور عصام شرف الذي زار الكويت أمس في إطار جولة خليجية بدأها في السعودية وينهيها في قطر، أن جولته «تأتي في إطار تأكيد الدعم العربي - العربي، ونحن نؤكد عمق العلاقات معها (دول الخليج) وأن مصر ترتبط بها ارتباطاً قوياً». ونفى أي فتور في علاقات القاهرة وأبو ظبي التي لم تشملها جولته، قائلاً إن «كل ما حدث هو اختلاف في المواعيد بين القيادة المصرية وشقيقتها الإماراتية، وعدم امكان توفيق المواعيد. وسأزور الإمارات والبحرين وسلطنة عمان في أقرب فرصة». وشدد على أن «موقف مصر من إيران ينبع من كونها دولة من دول العالم، ونحاول فتح صفحة جديدة معها». وأكد أن العلاقة بين بلاده وإيران «لا تعني بأي حال من الأحوال المساس بأمن دول الخليج، لأن لأمنه أهمية كبيرة بالنسبة إلينا وهو خط أحمر لا يتعداه أحد». وكان شرف أكد رداً على سؤال ل «الحياة» في الرياض مساء أول من أمس عن موقف بلاده من دخول قوات «درع الجزيرة» إلى البحرين، أن «أي شيء يسهم في استقرار دول الخليج أو إحداها مهم بالنسبة إلينا، ونعتبره أمراً جيداً، ونتمنى الاستقرار لدول الخليج جميعاً». وأضاف: «لا نستطيع أبداً وصف علاقاتنا بالسعودية، فهي تاريخية وعميقة، والسعودية ومصر ركنان مهمان في الأمة العربية، والدور المصري في المنطقة اختلف بعد الثورة، وسنتخطى ذلك في هذه الفترة وستستعيد مصر دورها كاملاً، وأنا مؤمن بالتعاون العربي - العربي، فالمنطقة قادرة على أن تكون قوة ليس لها مثيل على مستوى العالم، وهذا ما نسعى إليه جميعاً». وفي القاهرة، أصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة الذي يدير شؤون مصر منذ إطاحة حسني مبارك، بياناً أكد فيه أن «العلاقات التاريخية التي تربط مصر مع السعودية والإمارات هي علاقات تاريخية ممتدة عبر الزمن تنبع من إيمان مصر بعروبتها ودورها القومي في الحفاظ على أمن أشقائنا في الخليج، وهو جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري». ونفى ممارسة أي من البلدين ضغوظاً على مصر، ودعا وسائل الإعلام إلى «تحري الدقة في الأنباء التي تتناولها والتي قد تضر بأمن ومصالح مصر وأشقائها العرب».