ندد مسؤول رفيع المستوى في حكومة الإحتلال الإسرائيلية الأحد بالبيان الجديد الصادر عن مجمع الأساقفة الكاثوليك من أجل الشرق الأوسط، وهاجم تصريحات الكنيسة الكاثوليكية ووصف بيانها بأنه "افتراء." وكان أساقفة كاثوليك من الشرق الأوسط قد خلصوا، السبت، بعد مؤتمر استغرق أسبوعين في روما إلى دعوة المجتمع الدولي، وخصوصاً الأممالمتحدة، إلى العمل على "وضع حد لاحتلال الأراضي الفلسطينية." والأحد، انتقد نائب وزير خارجية حكومة الإحتلال الإسرائيلية، داني أيالون، البيان الختامي للمؤتمر، وقال: "إننا نعبر عن خيبة أملنا بأن يصبح هذا المؤتمر المهم منبراً للهجوم السياسي على إسرائيل في سياق الدعاية العربية الموجهة (البروبغندا)." وأضاف قائلاً: "إن المؤتمر تعرض للاختطاف على أيدي غالبية مناهضة لإسرائيل." وأشار إيالون إلى تصريحات الأساقفة الكاثوليك الذين قالوا إن "إسرائيل ليست أرض الميعاد لليهود." فقد قال المطران كيرل سليم بسطرس، أسقف الكنيسة الروم الكاثوليك في الولاياتالمتحدة: "نحن المسيحيون لا يمكننا الحديث عن 'أرض الميعاد' كحق حصري ومطلق للشعب اليهودي.. فقد أبطل هذا الحق بمجيء المسيح." وأضاف قائلاً: "لم يعد هناك شعب مختار، فكل الرجال والنساء من كافة الدول أصبحوا شعباً مختاراً." وقال إيالون: "لقد شعرنا بالصدمة من تصريحات ولهجة بسطرس على وجه الخصوص في مؤتمره الصحفي." وتابع يقول: "إننا ندعو الفاتيكان إلى النأي بنفسه عن تصريحات المطران بسطرس التي تشكل افتراء بحق الشعب اليهودي ودولة إسرائيل، وينبغي ألا يتم طرحها باعتبارها الموقف الرسمي للفاتيكان." وأضاف: "ويجب ألا تلقي هذه التصريحات العدائية بظلالها على العلاقة المهمة بين الفاتيكان ودولة إسرائيل والشعب اليهودي." وفي الأثناء، رحبت السلطة الفلسطينية بتصريحات المطران بسطرس. وقال صائب عريقات، رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية: "لا يمكن لإسرائيل أن تستغل المفاهيم التوراتية المتعلقة بأرض الميعاد أو شعب الله المختار لتبرير إقامة مستوطنات جديدة في القدس أو المطالبات المتعلقة بالأراضي، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا." وأضاف عريقات: "يجب أن تكون هذه رسالة لحكومة إسرائيل عندما تدّعي أن القدس هي لهم لوحدهم. إنهم يناقضون رؤيتنا حول القدس المفتوحة والمشتركة لدولتين وثلاثة أديان بتبنيهم مفهوم أن القدس هي مدينة يهودية فقط، وإصدار مجموعة من القوانين الهادفة إلى التطهير العرقي للمدينة من سكانها الأصليين المسيحيين والمسلمين." وتابع قائلاً: "سوف نُشارك في الأسابيع المقبلة في مناقشات مع الفاتيكان لإيجاد الطرق لتوطيد علاقاتنا الممتازة بصورة أكبر.. نحن لا نتعامل مع الكنيسة الكاثوليكية كغرباء، بل كجزء من نسيجنا الاجتماعي. هنالك مساهمة قيّمة من جانب الكنيسة في تطوير مجتمعنا، ونحن نتطلّع إلى تقوية هذه العلاقات."