ثقافة الفرح دائما ما يطفو على السطح في مجتمع محافظ كمجتمعنا السعودي العديد من الظواهر أو الإشكاليات التي تطرأ على سلوك الفرد, والتي ما تلبث أن تنعكس على المجتمع عموما. الملاحظ أننا لا نتعامل مع هذه الظواهر والأحداث إلا بعد أن يقع الفأس في الرأس , فثقافة إخفاء رأس النعامة في مستنقع ( ما حد شاف – لا حد يدري – لا تفضحونا ) هي التفافة السائدة بكل أسف عند التعامل مع بداية أي مشكلة وفي جميع الأوساط بلا استثناء.. من أهم الظواهر السلبية التي نشاهدها ويندى لها الجبين ما يحصل من مخالفات شرعية واجتماعية وثقافية عند بروز أي معلم للفرح في بلادي.. فاليوم الوطني هو يوم العزة في نفس كل مواطن , إلا انه يتحول عند شباب مستهتر إلى يوم تمارس فيه همجية التخريب والتكسير وقطع الطرقات والرقص المستهجن وارتكاب جميع المخالفات السلوكية واللاسلوكية , التي تسئ لنا كمجتمع مسلم أولا وإنساني ثانيا.. لا يختلف الحال كثيرا في المهرجانات أو الاحتفالات أو المناسبات الدينية أو الرسمية أو حتى الترفيهية منها . المتابع لما يحصل في مهرجانات الجنادرية الأخيرة من مخالفات , يتأكد بما لا يدع مجال للشك أن هنالك خلل وأي ما خلل يضرب أركان المجتمع . فالمتأمل لم يحصل هنالك من رقص للجنسين ومحاولة استمراء الفحش ومخالفة الأنظمة والعربدة وعدم المبالاة لا بالدين وتعاليمه ولا بالعادات وموروثاتها الصارمة , يقف متعجبا لما آل إلية حال شبابنا وأقول هنا البعض حتى لا يؤخذ كلامي على نية التحامل والنقد فقط .. أين الخلل ؟؟ وما هي المسببات لاشك أن تشخيص هذا الواقع المؤلم يحتاج إلى ندوات ومؤتمرات تناقش القضية من جميع جوانبها الدينية والتربوية والاجتماعية .........الخ .. في المهرجان المذكور حاول المحتسبون الدخول بأعداد غفيره لإيقاف هذه المهازل واستطاعوا ربما الحد من انتشارها , ولكن المشكلة مازالت كامنة تنتظر اقرب بزوغ لفجر فرح جديد لتمَارس مظاهر العربدة في مكان أخر . صحيح أن الله ينزع بالسلطان ما لا ينزع بالقران , ولكن ذلك ليس الحل الوحيد الناجع للتعامل مع المشكلة , فممارسة الدور الرقابي المتضمن للعقوبات على هؤلاء الشباب لن يحل المشكلة بل سيخفي رأس جبل الثلج البارز من القضية فقط , والذي ما يلبث أن يظهر من جديد. الحل من وجهة نظري لابد أن يسلك مسارين متوازيين , أولهما تربوي يكمن في زيادة نسبة الوعي في نواتي المجتمع الأولى واقصد هنا بلا شك الأسرة والمدرسة , وثانيهما تفعيل الدور الإعلامي التنويري مع تغيير لغة الخطاب الموجهة لهؤلاء الشباب .. فعلى الصعيد الأسري يجب أن تفرض دورات اجتماعية قبل الزواج تنير للمقبلين عليه الطريق الأمثل في تربية الأبناء وكيفية التعامل مع شطحاتهم الفكرية والسلوكية . لا أن يترك الموضوع اجتهادا لأحد الأبوين أو كلاهما, ليمارس أخطاء تربوية تنعكس مستقبلا على جيل بأكمله . اما في المدرسة يجب أن تطبق الأنظمة الصارمة التي يتعلم منها الفرد أن حريته تنتهي في النقطة التي تبدأ معها حرية الأخر. أيضا لابد أن تمنح أوقات للمعلمين والطلاب داخل هده المدارس لمناقشة القضايا التي تخصهم على شكل ندوات شبة أسبوعية , لا أن يظل دور المدرسة تلقين المعلومات دون أي اكتراث بسلوك الطالب وتصرفاته . أما في المجال الإعلامي وخصوصا التوعوي منه فيجب وبشكل عاجل تغيير الطريقة التي تناقش بها القضية , فالخطاب الوعظي الارتجالي لن يجدي نفعا وخصوصا بعد فشله في تقويم سلوك الشباب . جيل من الشباب نشا على كسر جميع المحظورات وتتلمذ على يد فيسبوك وتويتر , لن يتقبل طرق عقيمة ونصائح وتوجيهات مباشره قادمة من فكر عفي علية الزمن فكر لم يتطور منذ سنين , فكر كان البر جون هو تسليته والطاق طاق طاقية هي متعته .. يجب إتباع أساليب جديدة في المحاورة يقوم بها أشخاص مؤهلين فكريا وأكاديميا كمتخصصي علم النفس وعلم البرمجة اللغوية العصبية , الذين يستطيعون أن يؤثروا في الشباب ويرتقوا بأفكارهم و يقوموا سلوكياتهم. بعد كل ما مضى وبتوفيق من الله عز وجل قد نصل إلى المراد ونتخلص من ظواهر أثقلت كاهل الوطن وزادت همومه تغريدة تغلغل الفكر الليبرالي في جل المراكز الإعلامية العربية يضع العديد من علامات الاستفهام من ورائهم , من يدعمهم , وما هي طموحاتهم بقلم رائد ال حرب فيس بوك http://www.facebook.com/#!/Raaed.AL.hrb هوتميل [email protected] تويتر https://twitter.com/#!/al_hrb_Raaed