يا لغبائكم ! كل هذا لديكم وأنت تتسولون منا طوال الوقت ! سجلت هذا الأسبوع في إحدى دورات تطوير الذات التي شاع صيتها ، وقبل أن يبدأ البرنامج ، رحت أقرأ في موضوعات كثيرة عنه ، علّ ذلك يمهد لي فهمه بعمق عندما أبدأ الانتظام في جلساته التدريبية ، مررت على كثير من الموضوعات التي أبهرتني وجعلتني أتأمل لأول مرة نفسي عن قرب .. وتشعرني بروعة هذا العلم أيضا ، وبعد ذلك بقليل تفاجأت بموضوعات أخرى معاكسة تماما لما قرأت ، تنقد هذا العلم بشدة وقد كتبت بأقلام أشخاص قد جربوه وخدعوا بفرضياته وقوانينه . حينها صراحة خرج صوت من داخل نفسي وبدون شعور يقول لي عيب والله عيب أمة عظيمة عريقة في ثقافتها وتاريخها ودينها ، بين ظهرانيها أعظم كتاب وأقدس سيرة ، تتخبط هذا التخبط !! كل ما تفعله في جهودها نحو التطور النظر والتطلع دوما إلى كل اتجاه إلا إلى ما تملك بين يديها !! فتارة تنظر للغرب و تارة إلى أقصى الشرق ، تستجدي منهم في كل مرة إحدى مخلفاتهم الفكرية البشرية التي ما حصلت لهم إلا بعد اجتهادات عقلية قائمة على خلفيات مخالفة تماما لأصولنا ومعتقداتنا الدينية والثقافية ، والتي كثيرا ما تصعد شهرتها وانتشارها لتبلغ الآفاق ، ولكن ما تلبث بعد سنين أن تتكشف حقيقتها وضحالتها ، لأنها في الأساس قد قامت على فرضيات هشة صحيحة في حينها ولكن غالبا ما يثبت خطأها وغباءها بعد ذلك . ورغم ذلك ما إن تصل لنا حتى نطبل لها ونزمر ونقف مشدوهين لعظمتها وإعجازها.... فيا سبحان الله . أما المعجزات الحقيقية التي بين أيدينا وهي كتاب ربنا وسيرة نبينا وهديه -عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم- فقد أهملناها ولم نقدرها حق قدرها ونستثمر دررها في صلاح حالنا ونهضة وتطور فكرنا وفلسفتنا وكل شؤوننا. متأكدة تماما لو كان الكنز الذي بين أيدينا لدى هذه الأمم لاستخرجوا منه كل عظيم وجليل من العلوم والفنون والقواعد الذهبية للحياة . ولقالوا لنا يا لحمقكم وغباءكم وسخافتم !! كل هذه القيم العظيمة عندكم وقد كنتم تتسولون منّا طوال الوقت!!! مها الحربي