دعم القدرات والكفاءات أم دعم الواسطات.؟ موضوعي ليس من بواعث التشاؤم بقدر ما هو تشخيص واقع.. ولكن الوضع الملموس سواء مما نشاهده أو مما نسمعه في المجتمع عن عدد من مؤسسات الدولة وكذلك في القطاع الخاص وهو أن طالبي التوظيف الجدد يعانون كثيرا في الحصول على الوظيفة المناسبة بناء على قدراتهم ..وكذلك القطاع الخاص ليس بأحسن حال منه من حيث توفر الفرص وتكافؤها للجميع.. ولذلك لو تحدثنا عن مهن معينه من خريجي البكالوريوس والتي يفترض أنها لا زالت تجد رواج واحتياج بحكم عدد الوافدين في هذه المؤسسات والشركات وكذلك مدى النقص الكبير المتمثل في طلب توظيف موظفين جدد ..ولكن للأسف يبقى طالبي الوظائف الجدد في وضع محرج من تكرار إرسال سيرهم الذاتية لعدد من المنشأت في كل مكان ولذلك قد يصل بعضهم لحد الملل من تكرار مراجعة هذه المؤسسة أو تلك الشركة وخصوصا إنهم يشعرون بشئ من المهانة التي تطال كرامتهم لاسيما إنهم يطالبون بحق مشروع, وقد تحفى قدمي طالب الوظيفة حتى يحصل على هذه الوظيفة الحُلم!! بالرغم أنه يبدو فيما يظهر للناس أن الفرص متوفرة ولكن في الواقع يتضح أن الحصول علي الوظيفة صعب المنال و يمر بقنوات من التعقيدات..لو توفرت..! كذلك الحال بالنسبة للترقيات وخصوصا لبعض الوظائف في الإدارة المتوسطة وكذلك ذات الصبغة القيادية ورغم توفر الإجراءات والضوابط المنظمة لذلك ولكن هي أيضا ليست بأحسن حال من التوظيف فهي في اغلب الأحوال ليست فقط تخضع لمعايير المهنية والكفاءة ومستويات الأداء والانضباط..الخ.. بل يدخل فيها معايير أخرى غير مرئية من حيث دائرة الأولوية لذات القرابة أو الصداقة أو الواسطات التباديلة بين المسئولين لخدمة أغراض شخصية , وما يفيض من ذلك يكون لمقدار الولاء للمسئول ومن يكون بفلكهم والبقية الباقية يكون لعامة الموظفين.. لذلك اعتقد إذا أردنا ان نرتقي ونرفع من مستوى الأداء فإن ذلك يكون عبر اختيار الموظف المناسب بالزمان والمكان المناسبين كما هي الدول المتقدمة بحيث تكون معايير اختيارنا للوظائف مبنية على معايير مهنيه بحته دون مؤثرات شخصية أو اجتماعية..وان تتاح الفرص لكي تكون متوفرة للجميع بناء على أسس منهجية تسمح للجميع حتى أقارب المسئولين ان يكونوا ضمن هذه المعايير وبعد ذلك من يكون بذات الكفائة ويجتاز المعايير فمرحبا فيه لأنه ابن الوطن وينطبق عليه ما ينطبق على الأخرين..ولكن فقط ان بعد يمر بذات المعايير التي يمر من خلالها الآخرين واذا اجتاز فله الحق بهذه الفرصة المتكافئة مثله مثل الآخرين..وعندئذ تتحقق العدالة ويحصل الرضا ويرتفع مستوى الأداء ويحصل الارتقاء والنماء وتكون مؤسساتنا على قدر التنافس بكفاءاتها حيث هي رأس المال الأهم وهو العنصر البشري.. والله الموفق سليمان المشاري كاتب سعودي SALMASHARI@HOTMAILCOM