خادمات مسيار غزا زواج المسيار المجتمع، فكان شراً لا بد منه في زمنٍ أعرض الكثير فيه عن الزواج المتعارف عليه ومن أوسع الأبواب، جاءت إلينا قصة ثلاث فتيات يخدمن في المنازل ولكن بشروط المسيار الشقيقات يخدمن في منازل الأثرياء بحثاً عن لقمة العيش، بعد أن لفظتهن الحياة للنواح خارج السرب، والعيش في زمن الموت جوعاً إن لم يطعن الزمن بعد أن عصاهن وأخرج سياطه ليجلدهن بها ثلاث شقيقات في عمر الزهور، لكنهن زهور ذابلات بعد أن جفت الأرض وضاقت بهن بما رحبت، فأصبحن يقلبن أكفهن ذات اليمين وذات الشمال، وفي نهاية المطاف أنشدن بصوت الفقر.. لقد أسمعت لو ناديت حياً.. على أنغام العوز الذي اضطرهن للعمل كخادمات ثلاث وردات يغادرن منازلهن مع انبلاج نور الفجر، فيكدحن ويغسلن ويكنسن حتى تسدل الشمس ستار يومٍ من الألم سبقته أيامٌ من الشقاء، وليس غدهن ببعيدٍ عن سابقه، لتعود الوردات لمخدرهن وقد ذبلن وأعياهن القهر تجاهلهن الأقارب وألقوا بهن في حلق الزمن بعد أن توفي والدهن، وليس لديهن أخ يعولهن، فلم يجدن بُداً من البحث عن وظائف، لا سيما أنهن لم يستطعن إكمال تعليمهن فامتهن الخدمة المنزلية الزائرة، إحداهن طلقها زوجها وامتنع عن الصرف على الأولاد، والثانية عملت قهوجية في مدرسة، والأخيرة تنقلت بين المهن حتى استقر بهن الحال للعمل في خدمة الأثرياء للقصة تفاصيل مؤلمة وأحداث مبكية، ويبقى الحال على ما هو عليه، وعليهن اللجوء لله في زمنٍ تخلى فيه ذوو القربى عن أقاربهم، وتجمد الدم في الشرايين، وأصبح القريب والغريب في خانة واحدة يعاملون بنفس الرتم من القسوة والتجبر أقارب تخلو وابتعدوا، مما حدا بالمسكينات طرق أبواب العمل أياً كانت للحفاظ على شرفهن والدفاع عن مكتسبات الأخلاق والبعد عن الكسب الحرام، الذي أصبحت طرقه سهلةً وغير ممتنعة, وزوج خلّف وقضى وطره فطلق وترك الأبناء لأمهم لتعولهم وترعى شؤونهم وتؤمن لهم قوتهم والضمير في إجازة قصة تقشعر لها الأبجدية والأبدان، وتختفي الأحرف خلف الأسطر في زمن التقدم التكنولوجي والتأخر الإنساني في زمن موت الضمائر وانسلاخها من إنسانيتها وأدوارها الاجتماعية التي يتوجب علينا إعادة ترميمها للوصول لرضى الرب لأنه مشروط بذوي القربى إن ابتلاء الله لنا بالغلاء والخوف والجوع ونقص الأموال والثمرات ما هو إلا لأننا استغنينا عن ذواتنا وعن قيمنا الاجتماعية، وليس لأن أسعار النفط قد ارتفعت، بل لأن أسهم علاقاتنا الاجتماعية قد تهاوت و انهارت.. فهل من رجوع عادل المالكي [email protected]