أقام النادي الأدبي الثقافي بالطائف أمسية نقدية بعنوان (في الشعريّة) ألقاها الناقد سعيد مصلح السريحي، وشهدها عدد من المثقفين والأدباء، وقدّم لها فهد الشريف من الصالة الرجالية، والدكتورة كوثر قاضي من الصالة النسائية، وتحدث في بدايتها رئيس مجلس إدارة أدبي الطائف حمّاد بن حامد السالمي، حيث رحب بالحضور، وأشار إلى أن هذه الأمسية تأتي ضمن أنشطة النادي المنبرية، ثم استهل السريحي محاضرته، مؤكدا أن هناك العديد من البحوث التي تدور حول مفهوم من مفاهيم النقد المعاصرة وهو مفهوم (الشعرية) الذي لقي اهتماما كبيرا من النقاد في الفترة المتأخرة سواء في النقد العربي أو النقد الأجنبي، مؤكدا أن منهج الشعرية يستند على ما تم إنجازه في مجال الإنسانيات، مستعرضاً آليات الفكر البلاغي، والعلاقة بين الاسم والمسمى، والاسم وتصور المسمى، ومؤكدا أن الوجود سابق للهوية. وقال إن الشعر لغة أصيلة، ولا يمكن أن توصف عميقة أو سطحية، كما أن النقاد يحلقون بخيالهم في الأغف البعيد، كما أنهم يحاولون هزّ المسلّمات، مستشهدا وفي ختام أمسيته بنص شعري للشاعر محمد الثبيتي، والذي قال فيه: (وهبطت زنجية شقراء في ثوب من الرعب بديع)، ومؤكدا أن الشعرية في هذا النص تنطلق من أصالة لغته الشعرية،وأن (الزنجية) ماهية سابقة لوجودها. ثم شهدت المحاضرة العديد من المداخلات لكل من الدكتور عاطف بهجات، والدكتور صالح الثبيتي، والإعلامي هلال الحارثي، ولطيفة قاري، والدكتورة وفاء خنكار، ونائلة لمفون، وعقيلي الغامدي، وأحلام الثقفي، ومحمد النجيمي، وعطا الله الجعيد، والدكتور عبد الله السليماني، والتي تناولت مسيرة النقد الأدبي في الوطن العربي، والاختلاف في وجهات نظر النقاد، والأزمة التي يعيشها النقد، حيث أجاب عليها السريحي. مطالباً في ختام الأمسية مدينة الطائف التي تعد مسقط رأس الشاعر الثبتي بتكريمه عبر منتدى أدبي يقام باسمه، وهو ما دعا أحد الحضور ليؤكد أن أدبي الطائف قد استشعر ذلك من قبل، وقد قام بتكريمه في يوم الشعر العربي مؤخرا. هذا وقد صاحب الأمسية عرض مصور لبعض إصدارات النادي، والمتمثلة في طباعة عدد من الكتب والمعاجم الأدبية والثقافية والتاريخية.