حقق المعرض الدولي للتعليم العالي الذي اختتمت دورته الأولى أخيراً في الرياض تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - والفعاليات المصاحبة له نجاحاً باهراً وحضوراً كبيراً فاق 250 ألف زائر مما يؤكد الدور الفاعل الذي قامت به وزارة التعليم العالي لإيصال الصورة الحقيقية لما ما وصل إليه حقل التعليم العالي في المملكة العربية السعودية من تطور بفضل الله ثم الدعم غير المحدود من حكومة خادم الحرمين الشريفين التي لم تأل جهداً في سبيل وصول التعليم العالي في المملكة إلى مصاف الدول المتقدمة من خلال التوسع في إنشاء الجامعات ودعم وإنشاء مراكز البحوث إضافة إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للابتعاث الخارجي0 ومما يؤكد هذا النجاح إشادة مجلس الوزراء في جلسته الأخيرة بما تحقق للمعرض من نجاحات وتواصل بين الجامعات المشاركة حيث ضم أكثر من 300 ممثل للجامعات الخارجية من بينها جامعات مصنفة من أول 100 جامعة حسب تصنيف شنغهاي إلى جانب مشاركة أكثر من 30 مؤسسة علمية من دول عالمية متميزة ناهيك عن الشهادات الأخرى التي أقر بها المجتمع الثقافي الدولي من خلال تلك المشاركات وما أكده العلماء الذين حضروا وكانت لهم مشاركات في هذا المعرض الدولي الذي يحمل صبغة العالمية برؤيته 0 وهدف المعرض إلى إيجاد شراكة بين الجامعات السعودية والجامعات العالمية للاستفادة من الخبرات العالمية, إذ يعد الأكبر على مستوى الشرق الأوسط حيث عقدت العديد من الجامعات السعودية اتفاقيات تعاون مع عدد من الجامعات العالمية كما أنه يقدم نماذج مصغرة عن البيئات الأكاديمية التي سيبتعث لها الطلاب والطالبات0 وتسعى وزارة التعليم العالي إلى أن يكون المعرض الدولي للتعليم العالي في المملكة في صدارة المحافل الدولية المتخصصة في التعريف بمؤسسات التعليم العالي المحلية والإقليمية والعالمية، وأن يصبح أداة فاعلة في تحويل المجتمع السعودي ومؤسساته إلى مجتمع معرفي منافس. كما يعد المعرض جزءاً من جهود وزارة التعليم العالي المتواصلة للرقي بنوعية التعليم العالي ومخرجاته , فهو يسعى إلى تحقيق وعي معرفي كامل بقضايا التعليم العالي ومؤسساته على مستوى العالم وإتاحة الفرصة للمجتمع بمختلف فئاته ومؤسساته وأفراده في التواصل مع التجارب الدولية وإلى فتح قناة تواصل ايجابية بين الجهات التعليمية في المملكة ومؤسسات التعليم العالي في العالم أجمع. وتبنى المعرض الدولي للتعليم العالي عدة رسائل منها إتاحة الفرصة للراغبين في الابتعاث التعرف على مؤسسات التعليم العالي العالمية بما في ذلك استيعاب أنظمتها وإجراءاتها التعليمية والعلمية، والتفاعل معها , إضافة إلى تحفيز مؤسسات التعليم العالي في المملكة نحو الارتقاء بقدراتها العلمية والعملية للوصول إلى أفضل المستويات التي تتمتع بها نظيراتها العريقة وكذلك تمكين الجامعات المحلية وأعضاء هيئة التدريس فيها من التعرف على الخبرات والوسائل والإمكانات العالمية. وسعت اللجان العاملة في المعرض إلى الخروج بأحدث الأفكار والرؤى والتطلعات للوصول إلى منتج جميل يخدم أبناء الوطن ومنسوبي التعليم بما تطمح إليه القيادة الرشيدة حفظها الله , حيث دعت وزارة التعليم العالي عدداً من مؤسسات التعليم العالي العالمية والمنظمات الدولية ذات العلاقة للمشاركة إلى جانب مشاركة الجامعات السعودية والمعاهد العليا وهيئات الجودة والقياس والتقويم والاعتماد الأكاديمي والتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد، ومراكز الأبحاث. وبرز الدور المهم الذي قامت به اللجنة العلمية برئاسة الدكتور حمد الخميس الذي أكد أن اللجنة حرصت على دعوة الخبرات العالمية في مجالات التعليم العالي من مختلف جامعات العالم حيث كان من أبرز المتحدثين الباحث ومخترع أسلوب الخرائط العقلية وصاحب مؤسسة بوزان الاستشارية في التفكير الإبداعي توني بوزان من المملكة المتحدة الذي تحدث عن أثر التقنية على التفكير البشري والتعلم : الآثار الإيجابية والسلبية ، وحظيت محاضرته بحضور مميز فاق التوقعات. وقدمت اللجنة الإعلامية العديد من الخدمات حيث عملت بشكل دءوب لتسهيل وتيسير وإخراج العمل الإعلامي على أكمل وجه لإبراز المعرض بالشكل الأفضل لتحقيق الفائدة المرجوة منه ، وجهزت مركزا إعلاميا يحتوى على جميع ما يحتاجه الإعلامي لأداء رسالته الإعلامية بكل يسر وسهولة. وأرجع المشرف العام على الإعلام التربوي بوزارة التربية والتعليم رئيس جمعية الإعلام والاتصال الدكتور فهد الطياش هذا الحشد العالمي في المعرض إلى ما يمثله التعليم من أهمية كبرى في أجندات دول العالم. وقال “ إن المملكة تسعى من خلال الخطوات التي رسم معالمها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود للتعليم العالي وبالعمل على إشراك المناطق الواعدة للاستثمار لاستشراف آفاق المستقبل للرقي بجودة التعليم العالي ومخرجاته التي بدت واضحة المعالم , من خلال توسيع مجال الابتعاث ومفاتيح تحسين الخدمات بجامعة الملك عبدالله ووجود الجامعات الحديثة وإيجاد توأمه فيما بينها وبين الجامعات العريقة وتعزيز الاعتماد الأكاديمي بالمشاركة بالمعارض. ورأى الطياش أن المعرض يحمل رسالة للطالب السعودي بأن التأسيس والتخصص المبكر من المرحلة الثانوية والإعداد لذلك شيء مهم ,لافتا النظر إلى الحضور الكبير المتنوع الذي حظي به المعرض مما يعد دليلا على نجاحه. من جانبه أشار الخبير الإعلامي الدكتور أحمد صابر إلى أن المعرض كان متميزا للغاية من حيث التنوع الثقافي كما ساعد التنظيم المتميز وحسن العرض في خروج المعرض بالمظهر المشرف مبيناً أن الحضور الكبير من مختلف الشرائح المجتمعية وماتضمنه العرض من تقنية المعلومات شىء ملفت للانباه. وقال “المعرض سيشهد تحسنا في المرات القادمة بمشيئة الله تعالى بفعل هذه البداية القوية ، وقدم الشكر للجهات القائمة على المعرض التي لم تدخر وسعا في ضخ المزيد من الزخم الثقافي ضمن فعالياته، الأمر الذي يرسخ من دور المعرض ومكانته ويجعله رقما مؤثرا في المشهد الثقافي السعودي والعربي والعالمي”. بينما أكد رئيس قسم الإعلام بكلية الدعوة والإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الدكتور عبدالحافظ صلوي أن معرض التعليم العالي يعد من المعارض النادرة التي تحظى بكثافة على مستوى المشاركين ومستوى الحضور، حيث كانت مشاركة الجامعات من مختلف الدول الغربية والآسيوية ملفتا للنظر، وقال “ كان عدد الحضور طيلة أيام المعرض كثيفا وفي تزايد مستمر، مما يؤكد أهمية مثل هذه المعارض وخاصة للطلاب والطالبات الذين يبحثون عن قبول للدراسة في الخارج ونجاح المعرض يدل على حسن الإعداد والترتيب المسبق له وكما تؤكد كثافة الحضور الحاجة الماسة للشباب لمثل هذه المعارض التي توفر عليهم عناء السفر والبحث عن قبول في الجامعات العالمية “.