نبدأ أولى نصائحنا لمن يسأل عن الأمراض التي يحظر فيها صيام المريض في شهر رمضان الكريم نقول إنه ليس هناك أمراض محددة يحظر فيها صيام المريض، ولكن حالة المريض هي التي تستدعي أن ينصحه الطبيب بالفطر، وهذا يتطلب فحص المريض وعمل فحوصات معينة، وإذا لاحظ الطبيب أن الصوم قد يؤدي إلى ضرر على المريض أو تفاقم المرض فإنه ينصحه في هذه ألا يصوم. ومن الحالات التي قد يقرر فيها الطبيب حظر الصوم على المريض حالات الجفاف، وبعض حالات السكر الشديدة التي تؤدي إلى زيادة الأحماض والكيتونات بالجسم. وننبه أن لراحة المعدة أثراً في الراحة النفسية التي يشعر بها الصائم كونه يشعر أنه يؤدي فروض الطاعة لله، وبالتأكيد أن فراغ المعدة يساعد على زيادة الشعور بالراحة النفسية، وخاصة أن جسم الإنسان في هذه الحالة يكون مرتاحًا ويستطيع الانسجام مع حالة النفس المطمئنة. ونحذر مريض السكري الذي يحب أكل التمر ولا يعلم عن تأثير ذلك عليّه بصورة سلبية لو زاد منه ساعة الإفطار، حتى لو كان يحافظ على مواعيد أخذ حقنة الأنسولين باستمرار نقول له إن التمر يحتوى على قدر كبير من السكريات، قد لا يتناسب مع مريض السكر؛ ولذلك ننصح بتناول تمرة واحدة عند أذان المغرب لمريض السكر، ولا يزيد عليها، إلا إذا أثبت التحليل عدم ارتفاع السكر بعد الأكل بساعتين عن نسبة 140ملجم، وننصح بتحليل السكر في المنزل (عن طريق جهاز تحليل السكر الإلكتروني الشخصي) ومن خلال التحاليل يستطيع المريض أن يتأكد أنه فعلاً حصل على القدر الكافي من الأنسولين. وللسائلين من مرضى السكري وخوفهم من تأثيره عليهم بعد الصيام وماذا عليهم أن يفعلوا في هذا الشهر الكريم للحفاظ على الصحة؟ نقول فعلاً للصيام تأثير على مرضى السكر ولكن مرضى السكر أنواع؛ ولذلك يصعب على الأطباء توجيه نصيحة واحدة للجميع، ولكن بالنسبة للنوع «أ» من مرضى السكر فينصح بالسحور في وقت متأخر قبيل الفجر، مع أخذ جرعة مناسبة من الأنسولين، وعلى أية حال يجب على كل مريض سكر أن يلتزم بزيارة الطبيب قبل رمضان مباشرة، ومرتين على الأقل خلال الشهر الكريم. أما من يعاني من هبوط في ضغط الدم أحياناً، وقد نصحه البعض بالإفطار والفدية، رغم انه يشعر أن حالته قد لا تستدعي الفطور نقول إن ذلك خطأ شائع عن انخفاض ضغط الدم الذي يستدعي الإفطار، وهو الانخفاض الذي يؤدي إلى أعراض واضحة يصعب معها القيام بأعمال الحياة العادية أو بالوظيفة، وليس مجرد قياس ضغط الدم بالجهاز أو وجود رقم منخفض. وللعلم فإن بعض الناس يكون عادة لديهم ضغط دم منخفض، قد يصل اقل من إلى 60/90دون أن يسبب أية أعراض أو أضرار، ويكون هذا هو ضغط دمه الطبيعي، ولا حاجة به للإفطار؛ وعلى ذلك فإذا كنت لا تشعر أثناء الصوم بدوخة أو دوار أو قيء أو زيادة في ضربات القلب أو عرق فلا داعي لإفطارك والمريض الذي يعاني من رغبة في القيء بعد استيقاظه من النوم وهل عليه ترك وجبة السحور عملا بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «تسحروا، فإن في السحور بركة» ننصحه بإجراء فحص طبي، وقد يحتاج إلى تحليل الدم، أو عمل منظار للمعدة والمريء، ومبدئيًا ننصح بعدم تناول دهنيات أو مقليات في السحور، ويكفي الخبز والزبادي والتمر أو بعض الفاكهة مثل البرتقال والتفاح، ويمكن استعمال أقراص «موتليوم» قبل السحور بربع ساعة لحين إجراء الفحص الطبي. وبالنسبة لما يشاع في الأوساط العامة أن للصيام تأثيراً ضاراً على الكلى، فهذا الكلام غير صحيح ويدخل ضمن الأخطاء الشائعة في الأوساط العامة، فالأصحاء لا ضرر للصيام على الكلى لديهم ولكن هناك أنواعاً محددة من الأمراض التي تصيب الكلى، ويكون للصوم تأثير ضار عليها، ولكن هذا يحدده الطبيب المتخصص.. ومن الأمثلة على ذلك: المريض الذي يعاني من تكرار تكوين الحصوات بمعدلات عالية تصل إلى مرة على الأقل شهريًا، هذا المريض قد يساعده الصوم على تقليل نسبة المياه في مجاريه البولية وبالتالي يعطي فرصة لترسيب الأملاح وتكوين الحصوات. وعن شكوى صاحب الجسم البدين والراغب في إنقاص وزنه في رمضان ولا يستطيع وسط أكلات رمضان الدسمة التي قد لا يشعر أنه قد حقق نقصان الوزن ننصحه عموما بالتزام العزيمة والإرادة للتحكم في شهوة النفس نحو الأطعمة، كما ننصح بتجنب الدهون والزيوت والمقليات والحلويات والسكريات والمشروبات الغازية. حيث شهر رمضان الكريم يساعد على إنقاص الوزن إذا اتبعنا النصائح النبوية بعدم الشبع عند الأكل والاستفادة منها كحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «نحن قوم لا نأكل حتى نجوع وإذا أكلنا لا نشبع»، وقول الله جل وعلا: «وكلوا واشربوا ولا تسرفوا». وختاماً نصيحتنا الأخيرة اليوم للسائل عن كم وكيف الطعام الذي يمكن أن يعين على التهجد في العشر الأواخر نفيده أن صحة البدن في قلة الطعام، وأثر عن أحد التابعين قوله: «إذا أكلتم كثيراً شربتم كثيراً فنمتم كثيراً وفاتكم خير كثير»، فالشاهد هو قلة الطعام والإقلال من الأطعمة التي تؤدي إلى كثرة الغازات وذلك يقطع الوضوء ومنها الأطعمة الدسمة كثيرة الدهن والمسبكات والكرنب «الزهرة» والثوم والبصل والمياه الغازية.