الانفجارات الأخيرة في العراق تؤكد أن الوضع لم يستقر بعد في هذا البلد ويأتي تزايد هذه الانفجارات مع الوعد الذي قطعه الرئيس الأمريكي على نفسه بالانسحاب من العراق وترك هذا البلد لأهله.. وربما يريد المسلحون اعطاء الانطباع بأن القوات الأمريكية انسحبت تحت وقع ضربات المقاومة ولكن مهما تكن نوايا المسلحين فيبدو أن الرئيس الأمريكي قد عقد العزم على سحب قواته ليدخل العراقيون مرحلة الادارة الفعلية المباشرة لشؤون بلادهم.. وهنا المحك الحقيقي لاختيار مقدرة العراقيين على إدارة شؤون بلادهم.. وما ألمح اليه الرئيس العراقي جلال الطالباني مؤخراً من ان المصالحة العراقية لم تكتمل يعتبر مؤشراً خطيراً ينبىء بمزيد من الصراع في حالة الانسحاب الأمريكي المرتقب. ولذلك تبقى عملية المصالحة العراقية ضرورة لابد من العمل لأجل تحقيقها حتى يمكن قفل جميع الثغرات التي يمكن ان ينفذ منها المتربصون بوحدة العراق ووحدة شعبه، فالمصالحة العراقية من شأنها ان تضمن مشاركة العراقيين جميعهم في ادارة شؤون بلادهم.. وعلى المرجعيات العراقية ان تعمل بكل جهدها لتحقيق المصالحة الوطنية.. فهناك قطاع عريض يريد أن تتم عملية المشاركة في الحكم عن طريق التوافق لأنها الأسلوب الأفضل لضمان مشاركة العراقيين بينما يريد آخرون أن تتم المشاركة عن طريق المحاصصة وهي طريق تواجه انتقاداً حتى من قبل مرجعيات شيعية مهمة فالمحاصصة تعني اضعاف مشاركة قوى مهمة كما انها لا تتماشى والتنوع والتباين في التركيبة العراقية.. فالمحاصصة تعني من ضمن ما تعني اعطاء الغلبة لفريق معين لينفرد بحكم العراق وهذا من شأنه أن يؤدي الى قيام حركات انفصالية بدأ صوتها يعلو من الآن.