من أعظم نعم المولى سبحانه وتعالى على الانسان في هذه الحياة الفانية نعمة الأبناء يختص بها الحق سبحانه وتعالى من يشاء من عباده ولو كان فقيراً ويمنعها عمن يشاء من خلقه ولو كان غنياً.. يقول المولى جل وعلا في محكم التنزيل: (لله ملك السموات والأرض يخلق ما يشاء يهب لمن يشاء إناثاً ويهب لمن يشاء الذكور أو يزوجهم ذكراناً وإناثاً ويجعل من يشاء عقيماً إنه عليم قدير) فالأبناء زينة الحياة الدنيا وهم زهرتها الفواحة ورائحتها الزكية وجمالها الخلاب، يخففون عن آبائهم متاعب الحياة وهمومها ومرارتها. يضفون على البيوت البهجة والسعادة والحبور فتسر القلوب لرؤيتهم وتقر العيون بمشاهدتهم. قال جل من قائل (المال والبنون زينة الحياة الدنيا) فهم أكبادنا التي تمشي على الأرض.. ومن هنا أيها الأحباب هم أمانة عند الوالدين كلفهما البارىء عز وجل بحفظهم ورعايتهم واوصاهما بتربيتهم تربية صالحة في دينهم ودنياهم، والأبوان مسئولان بين يدي الخالق تبارك وتعالى عن تربية ابنائهم قال سيد البشر صلوات ربي وسلامه عليه : (كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته فالرجل راعٍ في بيته وهو مسئول في رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها، وهي مسئولة عن رعيتها). ولكن مع الأسف الشديد لم يعد أمر تربية الأبناء ذا شأن في حياة الوالدين على الرغم من أهميته بل إن الملاحظ اليوم (وبكل أسف) انه في أقصى قائمة الاهتمامات لدى الاباء والأمهات .. تجد الأب مشغولاً أرهقه الجري خلف حطام الدنيا والأم مشغولة بالسهر والزيارات والخروج الى الأسواق بحثاً عن آخر صيحات الأزياء وأدوات التجميل والروائح بأنواعها المختلفة ومحلات الخياطة وصوالين التجميل.. الخ ويعتقدون بأن المسئولية تنحصر في المأكل والمشرب والملبس، أما الابناء الصغار فهم في أحضان الخادمات والكبار في أحضان القنوات الفضائية والانترنت والجوالات وما فيها من مضار لا تعد ولا تحصى!. اما التربية وتفقد أحوال فلذات الأكباد شباباً وشابات فهو معدوم عند البعض من الآباء والأمهات. فالغالية منهم في وادٍ والابناء في وادٍ آخر الا من رحم الله .. فأين القدوة الحسنة؟!! وأين كل راعٍ مسئول عن رعيته؟!. لقد نسي هؤلاء الآباء والأمهات أنهم محاسبون ومساءلون من رب الأرباب عن الأمانة.. فاذا فرطوا فيها؟!! ولماذا ضيعوها ولم يحافظوا عليها؟!!. انهم رعيتكم اليوم وخصمكم في يوم البعث والنشور على تضييعكم لهم. قال سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة).. فهل بلغت اللهم فاشهد! . همسة: إذا كان الولد سر أبيه فيجب تربية الاباء قبل تربية الأبناء.