قرأت في إحدى الصحف مقالا خطيرا، يطالب مسئولي التربية والتعليم في بلادنا أن ينشروا (ثقافة الاختلاط!)، بين طلابنا وطالباتنا في المدارس، لأننا أصبحنا في عصر الاختلاط؟!، وأن الاختلاط أصبح واقعا عالميا اجتماعيا مفروضا لا محالة ولا فرار منه!!. إن هذه الدعوة المتكررة، التي دائما ما تتكرر وتنشر على صفحات الجرائد، تعكس لنا وتدل في نفس الوقت على أن هناك أيادي خفية ومعلنة لا تريد أن تقف عند حدودها، ولا تريد أن تكف عن غيها، وأن هذه الأيدي وهذه الأنفس أصبحت لا تأبه بدنو أجل، ولا بمقابلة رب!!. إن أمثال هؤلاء أخاف عليهم أن يحاسبوا عند ربهم على مقالاتهم الداعية للعلمانية والتحلل، والتي يريدون بها جر المجتمع الآمن المحافظ المسلم بتحويله إلى مجتمع متحرر من كل القيود والأعراف الإسلامية المحافظة، ومن كل القيم والمبادئ التي تربينا عليها، فهم مرة يحدثوننا عن خبراتهم الشخصية التي لا تفيد القارئ بشيء، بل تجعلهم شخصيات غير مرغوب فيها، يلفظهم المجتمع الذي يعيشون فيه، فهم، وبدون حياء أو خجل، يصفون لنا ذكريات لهم منافية للدين والخلق والعرف، على الرغم من أن بعضهم على أعتاب السبعين والثمانين من العمر، ولا حول ولا قوة إلا بالله.!!. إن دعوتهم للمجتمع بكل مؤسساته التعليمية والتربوية والاجتماعية بأن يؤصل وينشر (ثقافة الاختلاط)!!، دون وازع من ضمير أو حياء من الله، لهي دعوة مغرضة، دعوة ظالمة، دعوة تفتقد الإخلاص لهذا المجتمع الذي نشأنا فيه على الدين وتربينا فيه على الخلق والإيمان والحياء . إنني لأستغرب من مقالاتهم التخريبية الهدامة التي تنخر في قيم المجتمع وأخلاقياته!... هدفهم (تغريب) المجتمع و(علمنته) وتحلله، وفصل الدين عن قيمنا وعاداتنا!!. فدعوتهم إلى بث ثقافة الاختلاط، دعوة باطلة يراد بها فساد المجتمع وإفساده، فجعل المرأة بجانب الرجل، سيدعوها بعد حين إلى ما هو أعظم فتقع بعد ذلك المعاناة الكبرى. ولنا في ما يحدث في الغرب قاطبة من انحلال وتفسخ وتفكك أسري واختلاط انساب عبرة . وذلك نتاج الاختلاط المحرم الذي يريدون تأصيله في مجتمعنا!!. وإنني أقول لهؤلاء بأن يتقوا الله في أبنائنا وبناتنا، وكفى مجتمعاتنا الغزو الفكري والثقافي والإعلامي الذي أصبح متغلغلا في المجتمعات الإسلامية. وأقول لهم اتقوا الله في هذا المجتمع المحافظ الذي تريدون هدمه بأفكاركم المنحدرة !. ولتعلموا بأنكم محاسبون على كل صغيرة وكبيرة!.سائلا المولى عز وجل أن يهديكم ويوقظ ضمائركم، إنه سميع مجيب ... ويا أمان الخائفين...