أقبل الملايين من حجاج بيت الله الحرام جماعات وأفرادا إلى مشعر منى راجلين وركبانا مع إشراقة صباح يوم امس العاشر من شهر ذي الحجة الجاري ، مهللين مكبرين تملؤهم الفرحة والسرور بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات الطاهر وقد أدوا الركن الأعظم من أركان الحج ثم باتوا ليتلهم في المشعر الحرام (مزدلفة) تحفهم عناية الله تعالى ورعايته وهم يعيشون الأجواء الإيمانية وسط خدمات متكاملة تحيطهم من كل جانب ، يقوم عليها أخوان لهم من أبناء هذه البلاد الطاهرة التي تعتز بخدمة ضيوف الرحمن والحرمين الشريفين والأمة الإسلامية في كل مكان بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين اللذان يشرفان شخصيا على مراحل تنقل حجاج بيت الله العتيق بين المشاعر المقدسة ويوجهان حفظهما الله بتقديم أعلى مستوى من الخدمة لراحة الحجاج وأمنهم واطمئنانهم . ونجحت الخطط التي وضعتها جميع القطاعات المعنية بالحج وفي مقدمتها القطاعات الأمنية هذا العام بفضل الله تعالى ثم بمتابعة صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا وصاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية. وشرع الحجاج فور وصولهم إلى مشعر منى برمي جمرة العقبة فقط , وهي التي تلي مكة اتباعا لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم . ويأتي رمي الجمار تذكيرا بعداوة الشيطان الذي اعترض لإبراهيم وإسماعيل وهاجر أم إسماعيل , واعترض لهم في هذه الأماكن , فيعرفون بذلك عداوته ويحذرون منه . . وبعد أن يفرغ الحاج من رمي جمرة العقبة شرع له يوم امس أعمال يوم النحر حيث يبدأ بنحر هديه , ثم بحلق رأسه , ثم الطواف بالبيت العتيق والسعي بين الصفا والمروة. بعد ذلك يستمر الحجاج في إكمال مناسكهم فيبقون أيام التشريق في منى يذكرون الله ويكثرون من ذكره وشكره , ويكملون رمي الجمرات الثلاث إذ يبدأون بالصغرى ثم الوسطى فالكبرى كل منها بسبع حصيات .