نقطة الانطلاق لمعرفتي بأخي وصديقي الحبيب الأستاذ أحمد بايوسف رئيس تحرير جريدة الندوة المكلف، فهو زميل دراسة وعلم وكنا في فصول دراسية واحدة، عرفت وأعرف بأن بايوسف (إنسان عصامي) وهو يعرف من خلال عصاميته أنه لا يحتاج إلا لعمل سلس بعد أن أثبت ذاته وبدون الحاجة لتدخل المحسوبيات في عمله ، وهو أيضاً لا يحتاج إلى أن يتكلم لغة خاصة بالضعف فهو إنسان عملي وميداني ومهني مميز، فقلت عنه سابقاً بمناسبة صدور العدد (15000) لجريدة الندوة أن بايوسف سيتذكره تاريخ الندوة لأسباب عدة أهمها: أن هذا الشاب عمل ويعمل بصمت غريب، ولا أحد يعرف عمله إلا من تولى رئاسة تحرير الندوة ومديرو العموم وزملاؤه فهو لا يحب الظهور، ولا يحب الادعاءات، ولا يحب إلحاق الأذى بالناس رغم أن الذين الحقوا به الأذى كثر وأرادو أن يخربوا بيته ، أؤكد صحة كل المعلومات والحقائق والأوصاف التي ذكرها أخي الدكتور عبدالرحمن العرابي رئيس تحرير جريدة الندوة السابق، فهو العارف الجيد ببايوسف ، وأيضاً أؤكد كل ما كتبه أخي الأستاذ عبدالرحمن مغربي في مقاله بجريدة المدينة. ان الأستاذ أحمد بايوسف قد تقلد رئاسة تحرير الجريدة لمرتين وقاد السفينة بكل هدوء واتزان وحكمة، رغم أنه لم يتبناه أحد من الفاعلين في كثير من الجهات ، وتدبر أمر بقاء جريدة الندوة في صيغة هادئة وحيادية ومتزنة قبلت من الجميع ، فاستطاع بايوسف أن يضع علامته النظيفة فوق صفحات الندوة، فصان اسمها وتاريخها ولم يعمل كغيره في تكوين عداوات وخصومات مع الكتاب وزملائه في العمل. إن الأمر الواقعي الصحافي لا يتوقف على نوع العمل الصحافي في الطريقة التي يحملها بايوسف ليعمل بها ، بل يتوقف كثيراً وبالضبط على ما تعطيه الأخلاق الحسنة في التعامل مع الآخر والحرص على مخاطبة الناس بأدب واحترام فهو القائل لكل من يتصل به : ياسيد الناس!. فهو يناقش ولا يحمق ولا يغضب إلا فيما يمس العمل وتجاوز الحدود المسموح بها، ويقبل بهدوء ، فلذلك تجنب بايوسف فوضى العداوات والخصومات التي عانت منها الندوة في الآونة الأخيرة. أحمد بايوسف، إنسان مكي ومهني مميز في عمله المهني الصحافي وجيد في حسن إدارته للجريدة، وهو يبعد كليا عن الدخول في صراعات وخصومات ، رغم كثرة الحاقدين والحاسدين عليه ، لا لسبب إلا لأنه أفضل منهم كلهم. وفقه الله وأنار بصره وبصيرته وجعله من أدوات نجاح الندوة والسير بها في طريق السلامة. والله يسترنا فوق الأرض، وتحت الأرض، ويوم العرض ، وساعة العرض ، وأثناء العرض.