تسعى المرأة الى بناء المجتمع ، وهناك الكثير ممن يؤكدون بشكل مستمر على ان المرأة هي نصف المجتمع ولكن للاسف هذا في واقع الحال يبقى نوعا من الشعار الذي لايرتقي الى طور اعلى واذا نظرنا الى حال المجتمعات عبر التاريخ سنرى بأن أوضاع التخلف والانحطاط لم تظهر بمعزل عن حالة المرأة وما أصابها من اهمال واحتقار وعيشها في وضعية الدونية . واذا كانت هذه حالة المرأة فلا عجب ان ينشأ الابناء ايضا على الجهل وضيق الافق وضعف الشخصية وتذبذبها . فاذن بهذه الحال لانستطيع ان ناخذ بمقولة المرأة نصف المجتمع من الناحية العددية فقط بل علينا ان نرى ونستوعب بوضوح انها العماد الاساسي للمجتمع ومدرسته ومربيته الاولى . لذلك فان العناية بالمرأة عناية جادة وانزالها في المجتمع منزلتها التي تستحقها كأم ومربية له،وعضو فاعل فيه ، مثلها مثل الرجل ، وايلائها الاعتبار الكامل من حيث القيمة الانسانية . من شأنه ان يحقق معنى العدل . ان يمكن المجتمع من النهوض بكل قواه وليس بنصفه فقط ، لان نصفه الثاني المتمثل في المراة مشلول ومعطل . ريهام حكمي خريجة ثانوية عامة تقول لقد حصلت على وظيفة من الصعب الحصول عليها ومن حسن حظي بأني حصلت عليها ولكن والدي يقيدني بالعادات والتقاليد وان هذا الأمر لم يحصل أبداً لأبناء القبيلة فما موقفي عندما يعلمون انك عملت بمشفى وسط الرجال ويردد دائما هل تريدين ان ينسلخ والدك من القبيلة بسبب هذه الوظيفة والتي تعتبر جريمة في نظر والدي وزعماء القبيله فافراد القبيله لايهتمون لأمره ولايعرفون عنه شيئا . لقد تعبت ومللت من قيد العادات والتقاليد الذي يلازمني في كل وقت حتى انه لايسمح لنا بالخروج خوفا من غضب افراد القبيلة. نرجس محمد تقول انا شاعرة مبدعة ومتميزة بشهادة الجميع ممن لايعرفونني ويقرأون أشعاري عن طريق المجلات والصحف فانا متميزه في نظر نفسي ومجرمة ومنحطة في نظر أهلي فلو ظهر اسمي بالجريدة ولو عرفوا بحقيقة وحدتي التي انطوي فيها لأكتب أشعاري وبعيدا عن رقابة اخي فمن شدة الرقابة في منزلنا على ملابسنا وعلى أشكالنا وكتاباتنا وحتى خزانه ملابسنا يقومون بتفتيشها ناهيك عن جوالاتنا ومكالماتنا حتى انني ادخل الى دورة المياه لأكتب ما بخاطري مع قليل من الدموع وكثير من الالم والانين ولكن عندي آمل ان يخرجني الله من هذا الجحيم اما بالموت أو الزواج لقد أصبحنا في زمن نحصل فيه على المعلومات بكبسه زر واحده وهم يريدون كبتنا. أما سمر فتقول ليس لي سوى الدموع فلا حيلة لي مع والدي سوى الاستنكار أحيانا والألم أحيانا اخرى فهو يوبخ احيانا ويعنف احيانا اخرى فقط لو طلبت منه ان التحق باحدى الدورات مثل دورة الكمبيوتر وغيرها مع انه يملك المال والحرية في السفر الى كل البلدان الغربية والتمتع في هذه الحياة ولكن قبل ان يسافر عليه ان يحكم بوابل من القيود في ايدينا كما يحكم اغلاق بوابة (فلتنا) فكم حاولت ان أفهمه ولكن فشلت فهو يجد ان حصولي على شهادة الجامعة ماهو الا تكرم منه ويقول لنا انتظرو ان يأتيكم زوج المستقبل حتى لو ذهب بكم الى الجحيم فلن أمانع. ثريا ابراهيم تقول اننا لانطالب الا بالحقوق التي يجيزها الشرع نحن نعلم ان الرقيب مسؤول عنا فالمرأة مخلوق ضعيف تحتاج الى رقيب ومسئول عنها للحفاظ على كرامتها وانوثتها لكونها حساسة ولا تتحمل المتاعب والمشاق ففي المجتمع الاوروبي وعلى حسب متابعتي للأخبار الاوروبية ففي كل يوم تتعرض المرأة الى مضايقات واغتصاب وتحرش جنسي وذلك بسبب عدم وجود الرقيب والحسيب كي يحافظ عليها من نفسها والشيطان واثبتت الدراسات ان السبب هو الحرية المطلقة. أما نورهان ترى ان الاسلام وضع للمرأة حقوق وحريات تحفظ كرامتها ولكن لاتجدي من يطبق هذه الحقوق الا من رحم ربي ولكن للأسف المجتمع العربي يخلط بين العادات والتقليد والدين ويحرم على المرأة اموراً باسم الدين وهؤلاء الأشخاص لايمتون للدين بأي صلة فأنا زوجي يمنعني من الخروج لزياره جاراتي بحجة ان خروج المرأة من منزلها حرام.