أكد خبراء نفطيون عالميون أن ذروة إنتاج البترول الخام لا تلوح في الأفق على المدى القريب كما يزعم بعض المحللين، متكئين في آرائهم على عدد من المعطيات العلمية التي تثبت بأن الثروات النفطية في باطن الأرض توجد بكميات كبيرة في مناطق مختلفة من العالم لم يتم استكشافها بعد معولين على التقنية الحديثة في زيادة الاستفادة من هذه الثروات الكربوهيدارتية. ودلل الخبراء في دراسات نشرت في عدد من النشرات المتخصصة في اقتصاديات الطاقة على مدى الأشهر القليلة الماضية على صحة نظرياتهم بأن الاحتياطيات النفطية في كثير من الدول تنمو بوتيرة سنوية حتى بلغت 1.468 تريليون برميل، ما يؤكد أن ذروة الإنتاج النفطي لم تحن بعد وأن المكامن النفطية يمكن تطويرها وزيادة فاعليتها من خلال التقنية الحديثة. وأشار نيك هوديج المحلل في نشرة “إنيجري اند كابتل" إلى أن الذروة النفطية ليست حقيقية والدليل أن الأعماق التي يوجد فيها النفط لم تتغير والشركات النفطية لا تزال تستكشف المزيد من الحقول النفطية التي ترفع من احتياطيات الدول المنتجة، كما أن إمدادات الخام لم تشهد أي انقطاع والأسواق لم تمر بأي حالة شح حتى مع توقف بعض الإمدادات من بعض الدول المنتجة نتيجة إلى بعض الاضطرابات السياسية أو القلاقل الأمنية وهو إثبات على أن التدفقات البترولية تنساب بوتيرة عالية في الدول المنتجة. وأعطى مثالا آخر على أن أفق الذروة النفطية لم يحن بعد بعزم الولاياتالمتحدةالأمريكية على زيادة إنتاجها من النفط بمقدار 5.7 ملايين برميل يوميا لسد حاجتها من النفط الذي تستهلكه والذي يصل إلى 18.835 مليون برميل يوميا. من جانبه قال هنري يوليم من “اويل ووتش" أن التدفقات المتنامية سنويا من الدول المنتجة تجعل العالم يطمئن بأن مصادر الطاقة لا تزال في مأمن من الانقطاع وأن التنمية الصناعية سوف تستمر في التطور الذي يصب في مصلحة تطوير الصناعات البترولية سواء في مجال الصناعات الأولية أو الصناعات التحولية والتي تلعب دورا محوريا في التوسع في البحوث التقنية ما يفضي إلى تطوير وسائل الحفر واستخراج النفط. إلى ذلك قالت نشرة “موني مورننج" أن هناك احتياطيات كبيرة في أعماق البحار لم يتم استكشافها من قبل الشركات النفطية نظرا لصعوبة الظروف اللوجستية هناك بيد أنه يعول على تطور التقنية الذي سوف يساهم في الاستفادة من هذه المواقع لتضاف إلى احتياطيات العالم من النفط الخام، كما أن برامج رفع كفاءة الطاقة سوف تساهم بدور فاعل في التقليل من استهلاك الطاقة وبالتالي تمديد العمر الافتراضي للوقود الاحفوري. وذهبت نشرة “انيجري كابتل" إلى القول إن العالم ينتج من النفط والمواد البترولية المكررة أكثر مما يستهلك كما أن لديه طاقة فائضة تحتفظ بها معظم الدول التي يعتقد بأنها تمر بذروة الإنتاج النفطي وأن إنتاج حقولها يتجه إلى الانحدار التدريجي، وهي تحليلات لا تستند إلى حقائق علمية، ناهيك أن الكثير يخلطون ما بين النضوب والذروة النفطية.