رفعت شركة ارامكو السعودية الذراع الاستثماري الرئيس للمملكة في مجال الصناعات الطاقوية جاهزيتها استعدادا لرفع الانتاج في جميع حقولها الرئيسة خلال شهري يوليو وأغسطس القادمين لمواجهة أي زيادة في الطلب العالمي على النفط الخام خلال فصل الصيف القادم، والذي يتوقع أن يشهد نموا في استهلاك لمصادر الطاقة التقليدية خاصة مع دخول موسم القيادة في الدول الغربية وتنامي استخدام النفط في تبريد الأجواء في المناطق الحارة بالعالم. ونقلت نشرة "أويل ووتش" أن المملكة تتأهب لزيادة الإنتاج خلال أشهر الصيف القادمة بحوالي 400 ألف برميل يوميا ليتخطى إنتاجها 10 ملايين برميل يوميا، بيد أن ذلك يعتمد بصورة رئيسة على حالة العرض والطلب في الأسواق العالمية التي عادة تنفتح شهيتها في فصل الصيف، وهو ما يجعل الأسواق تتطلع إلى النفط السعودي لردم أي هوة قد تنشأ نتيجة إلى زيادة لطلب لا سيما في ظل تقهقر تدفقات الخام الإيراني نتيجة إلى الحظر الغربي الذي يفرض عليها على خلفية برنامجها النووي. وكانت المملكة قد زادت إنتاجها من النفط الخام بمقدار 300 ألف برميل يوميا خلال شهر مارس الماضي ليصل إلى 9.9 مليون برميل يوميا مستخدمة الطاقة الإنتاجية الفائضة التي تراجعت في ظل ارتفاع الإنتاج إلى حوالي 2.5 مليون برميل يوميا، غير أن هذه الكمية كافية لبعث الطمأنينة لدى الأسواق العالمية وسد أي شح قد يطرأ نتيجة لتعرقل إمدادات الخام. وبينت نشرة "إنرجري اليرت" المتخصصة في متابعة الاستثمارات النفطية أن العالم لا يزال يعتمد على النفط بصورة رئيسة لتوليد الطاقة رغم المحاولات الجادة في إيجاد مصادر بديلة تعمل على تنويع مصادر الطاقة وتتيح الفرصة للاستفادة من البترول في مواد تضيف قيمة مضافة لهذه الثروة المهمة التي يتم حرقها لتوليد الطاقة، مشيرة إلى أن تراجع مساهمة مشاريع الطاقة المتجددة في رفد مصادر الطاقة العالمية رفع استهلاك النفط في العالم إلى حوالي 8.6 مليار برميل منذ بداية العام الحالي وهو ما يعني أن العالم أنفق ما يقارب من 9 مليارات دولار على فاتورة النفط فقط. وحذرت دراسة عن "اويل بيك" من أن التوسع في حرق النفط لأغراض توليد الطاقة سيفضي إلى استنفاد موارد الوقود الأحفوري "النفط والغاز" بصورة سريعة ما يدخل بالعالم في معضلة الفاقة إلى مصادر الطاقة الرخيصة التي تساهم في التوسع في الصناعات المتقدمة ودعم نمو الاقتصاد العالمي، مشيرة إلى أن العالم أحرق حوالي نصف احتياطياته المؤكدة من النفط الخام خلال ال125 عاما الماضية، ما يتطلب التسريع في مشاريع الطاقة المتجددة وتعميق مساهمتها في مصادر الطاقة. من جهة ثانية خالفت تحليلات مالية توقعات وكالة الطاقة الدولية بشأن حجم نمو الطلب العالمي على النفط خلال العام الحالي 2012م، حيث أشارت "كابتل إيكنومكس" إلى أن الطلب على النفط من المتوقع أن ينمو بمقدار 500 ألف برميل يوميا ليصل مجموع الطلب العالمي على النفط إلى 86.9 مليون برميل. إلى ذلك حامت أسعار النفط أمس الجمعة قرب معدلاتها خلال الأسبوع الماضي حيث افتتح خام برنت في التعاملات الصباحية بالأسواق الاوروبية والآسيوية عند سعر 121 دولارا للبرميل فيما استهل خام ناميكس تعاملاتها الالكترونية عند سعر 103 دولارات للبرميل.