سواء كان ما يجري في سوريا حرباً أهلية على حسب وصف الموفد الدولي العربي لمعالجة الأزمة السورية الأخضر الإبراهيمي أو حرب إبادة يشنها النظام السوري ضد شعبه على حسب وصف رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم فإن الوضع يعني في الحالين أن الأمر خرج أو كاد يخرج من السيطرة وأن الموفد العربي الأممي نفسه قد يكون على وشك الوصول إلى النقطة التي وصلها سلفه كوفي عنان المبعوث العربي الدولي السابق الذي انسحب معلناً فشله في معالجة الأزمة. والآن وكما أشرنا فإن الوضع إذا كان حرباً أهلية أو حرب إبادة فإن هذا يعني أن مهمة الأخضر الإبراهيمي لم تعد ذات جدوى ولابد من تحرك على مستوى أعلى لانقاذ ما يمكن انقاذه من المدنيين ومن المقدرات التي يمكن أن يستفيد منها الشعب السوري. والتحرك الوحيد الذي سيكون مجدياً هو تحرك موحد للمجتمع الدولي ، تحرك تسنده روسيا والصين على وجه الخصوص وهما الدولتان اللتان وفرتا الحماية للنظام السوري حتى الآن. المهمة الآن أمام المجتمع الدولي ليقوم بدوره كاملاً فلم يعد هناك مبرر للصمت طالما الحصيلة تزايد اعداد القتلى والمشردين واهدار المزيد من الدماء فهل نسمع تحركاً عاجلاً وسريعاً بعدما أصبح الحديث عن حرب إبادة؟ هذا ما نأمله.