قامت اللجنة النسائية التطوعية بمؤسسة جنوب آسيا صباح أمس الأول باصطحاب نحو 50 حاجة من ضيفات الرحمن من مكتب الخدمة الميدانية (13) للمطوف فؤاد كاتب، ومكتب الخدمة الميدانية (108) للمطوف حسن منشي، لزيارة معرض عمارة الحرمين الشريفين، ومصنع كسوة الكعبة المشرفة، بأم الجود بمكةالمكرمة، ورافقت ضيفات الرحمن رئيسة اللجنة النسائية المطوفة فاتن محمد حسين وعدد من المترجمات وعضوات اللجنة المتطوعات. وقام مشرف معرض عمارة الحرمين الشريفين بالشرح عن محتويات المعرض وأهم مقتنياته الثمينة والتي تعود للعصور الإسلامية القديمة، والعهد السعودي الحديث، ومن جانبها قامت بالترجمة الفورية باللغة الانجليزية عضوة اللجنة الدكتورة عفت خوقير، ورافقت “الندوة” ضيفات الرحمن خلال زيارتهم والتقت بعدد منهن، البداية كانت مع الحاجة ألينة إعجاز والبالغة من العمر 26 عاما، من جمهورية باكستان الإسلامية، والتي وصفت معرض الحرمين الشريفين ومصنع الكسوة المشرفة بالأعمال الجليلة، التي أضافت لمخزنها الثقافي الكثير من المعلومات عن تاريخ الكعبة المشرفة وكسوتها،والتي يحتاج كل مسلم للتعرف عليها، مشيرة إلى أن أكثر ما أثر فيها من مقتنيات المتحف بئر زمزم، ونبعه الطاهر. وأشادت إعجاز، بالمرأة السعودية وأبدت إعجابها بالدور الريادي للمرأة المكية المطوفة، والخدمات التي تقدمها لضيفات الرحمن ممثلة في التوعية الدينية أو الزيارات التثقيفية والتعريف بمنجزات الدولة السعودية في الحرمين الشريفين، وتطوير مدينة مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة، مثمنة لجهود اللجنة النسائية وعلى رأسهم المطوفة فاتن محمد حسين، متمنية بأن تقوم الحكومة السعودية بعمل أفلام وثائقية بلغات مختلفة للتعريف بهذا الكيان النابض “مصنع كسوة الكعبة المشرفة، ومعرض عمارة الحرمين الشريفين”. كما أبدت ضيفات الرحمن انبهارهن بمراحل تصنيع كسوة الكعبة المشرفة، وتطريزها، وقامت الدكتورة عفت خوقير، بالترجمة الفورية قائلة “ إن ثوب الكعبة المشرفة يصنع من أجود أنواع خيوط الحرير الطبيعي المصبوغ باللون الأسود، وتبطن الكسوة من الداخل بخيوط القطن البيضاء، أما منطقة الحزام وستارة باب الكعبة فمطرزة بأسلاك الذهب الخالص”. وقالت الحاجة مريم بنت عظيم من جمهورية بنغلاديش الإسلامية :” بأنها محظوظة لأنها تمكنت من مشاهدة صناعة الكسوة المشرفة، وأن ذلك زاد من عمق ايمانها بعظمة ومكانة الكعبة المشرفة والحرم المكي الشريف”، وقررت عظيم، بأنها حينما تعود لبلادها بعد اداء مناسك الحج، ستقوم بإخبار أهلها وصديقاتها عن ما شاهدته في مكةالمكرمة، وما احتواه معرض الحرمين الشريفين من مقتنيات ثمينة، وصناعة ثوب الكعبة المشرفة، والعناية والاهتمام من اللجنة النسائية بضيفات الرحمن. وأردفت عظيم، أن الخدمات التي تقدمها اللجنة النسائية جعلتها تغير صورة المرأة السعودية في ذهنها، وان حجابها لم يمنعها من مزاولة أعمالها ومهامها اليومية، بل أكدت بأنها ستتبع خطوات المرأة السعودية في محافظتها على حجابها والتزامها الديني عند عودتها لبلادها. إلى ذلك أكدت رئيسة اللجنة النسائية التطوعية بمؤسسة جنوب آسيا المطوفة فاتن محمد حسين، أن اللجنة تحرص على مدار خمس سنوات من عمر اللجنة، في كل عام على اطلاع ضيفات الرحمن على حضارة وثقافة وآثار المسلمين من خلال زيارة معرض عمارة الحرمين الشريفين، ومصنع كسوة الكعبة المشرفة، وكيف كانت “ الكسوة “ في العصور الإسلامية السابقة، والقفزات التطويرية التي شهدتها في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وماتبذله الحكومة السعودية في توسعة الحرمين الشريفين، وتوفير أعلى سقف من الأمن والأمان لضيوف الرحمن. ومن جانبها أعربت عضواتي اللجنة النسائية التطوعية فوزية وفاطمة ملا، عن سعادتهما الغامرة بانتسابهما للجنة للسنة الخامسة، فهما مطوفات ابا عن جد وأنهما نشأتا وتربتا على حب وخدمة ضيوف الرحمن، وأن اللجنة أتاحت لهما شرف العودة لخدمة ضيفات الرحمن لوجه الله، ولتقديم صورة مشرفة للمرأة السعودية ومقدرتها على تقديم أعمال هادفة لخدمة ضيفات الرحمن وخدمة وطنها، كما أعربت براءة صالح كوشك وهي في السنة الأولى من دراستها الجامعية عن سعادتها بالمشاركة في اللجنة للسنة الثالثة والتواصل مع حاجات بيت الله الحرام وتكوين علاقات إنسانية معهن، وان ذلك يعطيها ثقة في النفس والقدرة الإنجاز وتقديم خدمات متميزة لضيفات الرحمن. ومن جانبه أوضح مدير مصنع كسوة الكعبة المشرفة الدكتور محمد بن عبدالله باجودة، في تصريحه إلى “الندوة”، بأن كسوة الكعبة تعد من أهم مظاهر الاهتمام والتشريف والتعظيم للبيت الحرام، وأن الكسوة تعد جزء من تاريخ الكعبة المشرفة قبل وبعد والإسلام وفي عهد الدولة السعودية، حينما أمر الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ( طيب الله ثراه) بإنشاء مصنع للكسوة في عام 1346ه ، وأنشئ ذلك المصنع في منطقة أجياد، واستقطب له نحو 12 نولا يدويا من دولة الهند، وبلغ عدد العاملين بالمصنع نحو 60 عاملا، 40 منهم من “المعلمين” الذين يجيدون فن التطريز، و20 من العمال المساعدين، وفي عام 1397ه ، انتقل مصنع الكسوة الى الموقع الحالي بأم الجود، وزاد عدد العاملين به إلى نحو 170 شخصا. وأضاف باجودة، أن مدة تصنيع كسوة الكعبة المشرفة تستغرق 8 أشهر، وأن هذه الصناعة تمر بعدة مراحل تبدأ بالصباغة حيث يزود قسم الصباغة بأفضل وأجود أنواع خيوط الحرير الطبيعي الخالص في العالم، ثم مرحلة النسيج الآلي، ثم النسيج اليدوي، ثم قسم المختبر، والطباعة وتطريز حزام الكعبة، ثم خياطة الثوب. وفي منتصف شهر ذي القعدة من كل عام يتم رفع الجزء السفلي من كسوة الكعبة المشرفة بمقدار 3 أمتار تقريباً، وفي غرة شهر ذي الحجة يتم تسليم ثوب الكعبة الجديد لكبير سدنة البيت الحرام في احتفال رسمي بحضور معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس ونائبه معالي الدكتور محمد الخزيم ومنسوبي شؤون الحرمين، وفي صبيحة يوم عرفة يتم استبدال الثوب القديم بالثوب الجديد للكعبة المشرفة. ولفت باجودة إلى أن القيمة الإجمالية لثوب الكعبة المشرفة تصل إلى 20 مليون ريال، وأن حكومة خادم الحرمين الشريفين والقائمين على شؤون الحرمين حريصين على الارتقاء بالمصنع وتجهيزه بأحد الأجهزة والمعدات. إلى ذلك أفاد مدير معرض عمارة الحرمين الشريفين محسن السلمي، أن معرض عمارة الحرمين الشريفين الذي أنشأته الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عام 1420ه ويتكون من سبع قاعات تشتمل على مجسمين للحرمين الشريفين وبعض المقتنيات المختلفة من المصاحف والمخطوطات والنقوش الكتابية والقطع الأثرية الثمينة والمجسمات المعمارية والصور الفوتوغرافية النادرة التي تحكي تطور عمارة الحرمين الشريفين على مر العصور , مشيرا إلى أن أهم مقتنيات المعرض سلم باب الكعبة ومقصورة مقام إبراهيم وباب الكعبة المشرفة القديم وأبواب المسجد النبوي وعمود خشبي من أعمدة الكعبة يعود تاريخه لعمارة عبدالله بن الزبير للكعبة المشرفة في عام 65ه ونسخة من المصحف العثماني المكتوب بالخط الكوفي بدون نقاط. وأضاف السلمي، ويستقبل معرض الحرمين الشريفين زواره بمعدل 100 زائر لكل نصف ساعة خاصة خلال موسم الحج، وأن زيارة المعرض تكون متاحة من الساعة الثامنة صباحا وحتى الرابعة عصرا.