تحتفي المملكة العربية السعودية ملكاً وحكومة وشعباً بذكرى اليوم الوطني الذي يوافق اليوم الثالث والعشرين من شهر ايلول سبتمبر من كل عام بهدف استذكار وقائع هامة من تاريخ هذا الوطن العزيز.. كيف لا وهي تعني منطلقات إقامة هذا الصرح الكبير الذي يعظم باستمرار لانه يستمد مقوماته من ثوابت وقيم وأخلاقيات أصيلة نؤمن بها ونعض عليها بالنواجذ. كما ان الاهداف السامية التي اقيم من أجلها هذا البناء الشامخ هي تحكيم شرع الله وفق ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.. ثم اعمار الارض .. ولذلك استتب الامن في ربوع البلاد من اقصاها الى اقصاها واخذت عجلة التنمية تمضي قدماً بكل ثقة وانتظار على درب التقدم والازدهار المحفوف بالأمل والتفاؤل بمستقبل واعد اكثر اشراقاً وتألقاً.. ما دام العدل والاعتدال والاستقرار من السمات المستدامة التي يضعها نظام هذا الوطن العزيز في مقدمة سلم اهتماماته. وعود على بدء فإن الفضل لابد ان ينسب الى اهله.. لذلك نشكر الله عز وجل في كل وقت وحين لانه بالشكر تدوم النعم الذي ألهم الامام جلالة الملك عبدالعزيز للقيام بما قام به من جهود مضنية على امتداد عدة عقود لم يعرف خلالها طعم الراحة.. ولم يهدأ له بال حتى قيض الله له اقامة هذه الدولة السعودية الحديثة بعد طول شتات وتمزق وانقسام.. فتبدل الحال غير الحال وبرزت الى الوجود دولة الوحدة والتوحيد وساد العدل وتآلفت القلوب وتضافرت الجهود الخيرة اثر التغلب على كافة الظواهر السلبية فاطمأن المواطن والمقيم والحاج والمعتمر والزائر على نفسه وماله وعرضه فكانت المحصلة نجاحات متتالية على كافة الصعد الحيوية التي فتحت الباب على مصراعيه لتنمية مستدامة حافلة بكل ما يسمو بالوطن في مدارج العلياء حيث نشهد على أرض الواقع منجزات عظيمة هي نتاج خطط وسياسات وبرامج معدة وفق أسس علمية ومنطقية وموضوعية. وخلاصة القول فان المحافظة على المكتسبات مطلب اساسي لأنه يعني تأكيد المواطنة الحقة التي نعتز بها والتي يتوجب أن يتعاون البيت والمدرسة والمجتمع بعامة للعمل على غرسها وتأصيلها في نفوس الناشئة وتعهدها بالرعاية والعناية لأن حب الوطن من الايمان كما ان الحب ليس مجرد كلمة نرددها بدون وعي بل ان تكون مفعمة بالوفاء والولاء والاخلاص والتفاني في أداء الواجب بكل اتقان.. والحيطة والحذر للحيلولة دون تسرب الأفكار الخاطئة والآراء المنحرفة لتبقى بلادنا دائماً وابداً مصانة من العبث ومن كيد المتربصين.