* يوم غير عادي.. ومساء غير عادي.. وصباح غير عادي، ذلك ما عاشه أبناء هذا الوطن العزيز نساءً ورجالاً وأطفالاً وشبابًا يوم الجمعة الماضي، ومساءه، وصباح السبت. فاليوم حمل تباشير فرح عمّت كل بيت، والمساء شهد مواكب بهجة ملأت الساحات والميادين في كل أنحاء المملكة، وصباح السبت كانت إشراقات الأمل بغدٍ ومستقبلٍ مفعمٍ بالطموح والرقي تزين أشعة شمسه في فضاء الوطن من أقصاه إلى أقصاه. * نعم أيُّها الملك الصالح، حملت بقراراتك الفرح إلى كل ابن وابنة من مواطني هذا الوطن، في زمن يعيش محيطه العربي فتنًا، واختلالاتٍ، وسلبَ حقوقٍ.. ونعم أيُّها الملك الصادق أصدقت شعبك، وزرعت في قلوبهم الولاء والانتماء لتربة طاهرة لا مثيل لها في الكون.. ونعم أيُّها الملك الوفي قدمت لكل فرد من أفراد أسرتك السعودية الكبيرة ما يزيح عنهم كاهل وعبء الضنك. * ونعم أيُّها الملكُ الأشمُّ جعلت الفعل فوق القول، وأثبتت للعالم كلّه (حاسدين ومحبين) أن هذا الشعب الأصيل هو في سويداء قلبك، فبادلتهم حبًّا ووفاءً في قرارات طمأنتهم على أن مستقبلهم، ومستقبل أبنائهم في خير، وأنهم في عقل وقلب ملك وحاكم إذا قال أوفى. * وأبشر أيُّها الملكُ العادلُ بشعبٍ وفيٍّ وأبيٍّ سيكون لك ولإخوتك الأكارم قادة هذا الوطن خير عون وأقوى سند. فالصدور الأبية التي فدت الوطن بدمائها في فتنة الضال جهيمان وزمرته.. والجباه الشماء التي ردّت كيد صدام وعصابته.. والسحن الأصيلة التي أرغمت شراذم الحوثيين، وبقايا الشعوبيين، تقف معك اليوم، وهي مرفوعة الرأس، تدافع بكل غاليها ونفيسها عن وحدة هذا الوطن، وتعلن للعالم بأسره من أقصاه إلى أقصاه، ولكل قوى الشر والحقد المتربصة به أن انتماءها وولاءها بعد الله لهذا الوطن وقيادته. * وأبشر أيُّها الملكُ الإنسانُ بأن الإنسانَ السعودي امرأة ورجلاً، طفلاً وشابًّا سيدافع عن وحدة وطنه وأمنه ضد كل الطامعين والحاقدين والمتربصين.. وما مساء الجمعة، وأرتال السيارات، ومظاهر الفرح تعم الفضاء المجتمعي السعودي من شرقه إلى غربه، ومن شماله إلى جنوبه إلاّ رسائل ولاء واضحة بأنهم لن يقبلوا، ولن يكونوا في يوم من الأيام أداة لهز وحدة الوطن، أو ألعوبة في يد هذا أو ذاك من الشعوبيين وأعوانهم. * وأبشر أيُّها الملكُ المحبُّ أن ما شهدناه من فرح لا مثيل له مساء الجمعة وصباح السبت من أبناء المملكة، وفي ظل هذه الظروف المتوترة المحيطة بنا، ستكون سدًّا منيعًا لكل مَن يحاول النَّيل من وحدتنا وتماسكنا.. فشعب خرج بهكذا فرح وصدق، لم يدفعه شيء سوى حبٍّ يبادل به رعايتكم، ولم تحرّكه سوى مشاعر ولاء ووفاء لاهتمامكم برفاهيته، هو شعب يحملكم في عمق أعماق روحه، ويدعو لكم ليل نهار، وبظاهر الغيب بأن يحميكم الله، ويديم عليكم الصحة. فأنتم أيُّها الملكُ تستحقون وربّ الكعبة هذا الحب وهذا الولاء، وهذا الوطن يستحق التضحية والفداء.