إن النجاح في عصرنا هذا لا سبيل لإدراكه بعد توفيق الله سوى بالتخطيط والتنفيذ الدقيق والمتابعة اللصيقة، ولا يتحقق النجاح في عالم اليوم بجهود فردية مهما تعاظمت ولا بالاجتهادات الشخصية بل هو محصلة لجهود جماعية تتناسق وتتألف على صعيد واحد وفي نسق منظم وتناغم فريد وهذا هو ديدن العمل في مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا وإن كان لمجلس الإدارة شرف قيادة دفة هذه الجهود وتنظيمها إلا أن لكل مساهم في هذه المؤسسة أيضا من هذا النجاح نصيب وسيظل بإذن الله تعالي التميز هو العنوان الدائم لهذه المؤسسة طالما تكاتفت الجهود وخلصت النوايا في الاضطلاع بشرف الخدمة وبما يرضي الله ويواكب التطلعات. إخواني إن سجل هذه المؤسسة الفتية في رصيد الإنجازات أمر يبعث على الفخر والاعتزاز لكافة منسوبيها سواء من مجلس إدارة أو مساهمين أو موظفين في هذا الصرح الرائع، وهذا الإنجاز لم يكن وليد العهد أو ضربة حظ، وهذا التميز لم يأت بالأمنيات أو ببناء قصور الأوهام على الرمال بل بالنجاح الذي هو نتاج لدأب لا يعرف الملل وجهد لا يتسرب إليه الكلل وعزائم تلين في وجهها الصعاب. ولأن منظومة العمل البناء في مؤسسة جنوب آسيا ومكاتب خدماتها الميدانية تتواصل بعد الفراغ من موسم حج ناجح الى موسم آخر جديد، فقد عكف مجلس إدارتها على إعداد الخطط والبرامج اللازمة واتخاذ التدابير والترتيبات الضرورية لموسم حج هذا العام منذ وقت مبكر مع رصد كل الملاحظات والسلبيات في موسم الحج المنصرم 1432ه للاستفادة منها في تصور المسيرة الميدانية للموسم الحالي. ولاشك أن الاستعداد المبكر لموسم الحج من أجل تقديم أفضل الخدمات وتسهيل كافة العقبات وتذليل الصعاب أمام حجاج بيت الله الحرام هي من أهم اهتمامات صاحب المعالي وزير الحج الدكتور بندر بن محمد حجار –حفظه الله-لذا فنحن في مؤسسة مطوفي حجاج دول جنوب آسيا جنود مخلصون إن شاء الله في هذا الشرف العظيم الذي خصنا به رب العالمين.. نسير وفق توجهات ولاة الأمر ونعمل بوحي سياستهم الرشيدة للارتقاء بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن وتوفير كل السبل التي تجعلهم يؤدون مناسكهم براحة وأمان. ولاشك أيضا أن دور العاملين في خدمة ضيوف الرحمن كبيرا ومهم للغاية في إبراز الجهود التي تقوم بها الدولة حفظها الله ووزارة الحج والمؤسسة لخدمة ضيوف بيت الله الحرام، ويتمثل ذلك في التعامل معهم باللين والعمل على تقديم العون والمساعدة لهم لأداء فريضة الحج. لذا ومن هذا المنبر أوصي كل العاملين من منسوبي المؤسسة بالتحلي بالصبر والأخلاق الحسنة والعمل على بذل قصارى جهدهم في سبيل تذليل العقبات أمام حجاج بيت الله الحرام كلا حسب موقع عمله المكلف به مع إخلاص النية لله تعالى واحتساب الأجر والثواب عنده قبل أي أمر آخر وأقول لضيوف الرحمن ونحن على أتم الاستعداد لاستقبالهم في هذه الرحلة الإيمانية إننا نتمنى لكم حجا مبرورا وسعيا مشكورا وعودا حميدا، مؤملين منكم التقيد بالتعليمات التي وضعت من أجل راحتكم وأن لا تترددوا في طلب أية خدمة تحتاجون لها فنحن مجندون في خدمتكم منذ لحظة وصولكم وحتى مغادرتكم بسلامة الله إلى أوطانكم.