لكل إنسان هواية يحبها ويتمناها ويحرص دائماً ليعطيها جزءاً من وقته يمارسها ويحن لها فهي بالنسبة له عشق ولنفسه راحة وقضاء وقت يجد فيه رفيقاً وصديقاً ونديماً لهوايته المفضلة فالبعض تستهويه الرياضة بمختلف أنواعها تجذبه وآخر يميل لتربية الحيوانات كالانعام ومنها الخيول والغزلان وغيرهم من الناس نراه يتجه لميادين وحلبات السباق ينافس ويشارك كسباقات الخيل والسيارات والدراجات النارية أو الصيد أو الغوص في اعماق البحار . وتتحدى فئة من البشر الخطر فتقتني الحيوانات البرية والمتوحشة فتقوم بترويضها وتدريبها ومداعبتها وشباب يتعايشون مع الافاعي والثعابين والزواحف انها هوايتهم المحبوبة والعزيزة لهم ولكن نجد ان الكثير من الهاوين والمهتمين يلجأون إلى جلب وتربية الطيورالملونة والعصافير المغردة فهي لا تحتاج إلى أماكن ومواقع مخصصة لتمارس النشاطات عليها تكتفي بتوفراقفاص مناسبة وبسيطة الصنع وملائمة لتكون في المنازل ولا تتطلب الا رعاية ومتابعة بمقدور كل فرد أدائها . وتعلقت بطير الببغاء والعصافير المغردة فاحضرتها وربيتها واعددت لها مكاناً ملائماً في المنزل وحرصت على الاهتمام شخصياً بغذائها الذي يناسبها وأوفره بكميات كافية لها اضافة إلى تأمين المضادات الحيوية والعلاجات والمواد الوقائية حفاظاً على حياتها وسلامتها بجانب تنظيف اقفاصها يومياً وتعقيمها بالمطهرات التي تقضي على الجراثيم المؤذية خوفاً عليها من العدوى وحالات البرد أو أي عارض ينتابها المهم هي هواية وعناية ومجهود ووقت منحته لها وكنت أشعر وأنا أقوم بهذا المجهود نحوها بسعادة فجمالها ورقتها وتغريدها وتقليدها لما تسمعه من أصوات وكلمات تعيد ترديدها وتكرارها على مسمعى أطرب وأعجب بها لقد تعودت عليها وكانت ونيستي وعلمتني الصبر والقناعة والهدوء وأجد معها الالفة والحنية فهي مسلية ومطيعة لمن يعتني بها ويعطف عليها ويوفر لها مأكلها ومشربها تغني وتصدح بصوتها العذب الذي ترتاح له النفس. وبالرغم من انها سجينة وحبيسة اقفاصها ولا حيلة لها أو حرية لتنطلق شادية في الفضاء الرحب والواسع ترفرف وتلهو بلا أسر , لكني اجدها سعيدة وساكنة وراضية بحياتها وبقائها داخل هذه الاقفاص تقتات وتطير في الحيز الموفر لها لقد احببتها واحبتني ايضاً وإن كنت قد سجنتها فهي سجنتني معها دوماً لانها ليس بمقدورها ان تغدو وتبحث عن رزقها وتبني اعشاشها فالإنسان جنى على الطبيعة وبظلمه وبطشه وجشعه واستبداده ما عادت الاشجار والحقول منتشرة لتكون مأوى ومساكن لتعيش عليها الطيور وتنعم بحياتها لقد شتتها الإنسان وكاد يقضي عليها لولا حماية الله لها وتسخيره قلوباً رحيمةً لتعتني بها وترعاها وبالرغم من هذا الاهتمام والعطف , هي مكبلة ومغلوب على امرها ولكن ان تحيا آمنة خيراً من ان تفنى وتموت جوعاً ومن عدم توفر المأوى. وان جعلها عدد من مربيها تجارة يتربح منها لا بأس في ذلك إن أمن لها الاماكن المناسبة لتتكاثر وتبقى . ولكني وانا اطعمها وأأمن علاجها وسلامتها اراها انها تحد من حريتي في التنقل أو البعد عنها لأيام فأجدني مقيداً ومكبلاً وحارساً وهى سجينة فى اقفاصها وأنا سجينها خارج اقفاصها.