ليست جمعيات الرفق بالحيوان الوحيدة التي تهتم بتربية الحيوانات الأليفة في أنحاء العالم، إذ يوجد الكثيرون من أفراد المجتمع الذين يهتمون بتربية الحيوانات الأليفة بمختلف أنواعها داخل منازلهم، ولا تنحصر على فئة معينة من الأشخاص أو عمر محدد. وانتقل هوس تربية الحيوانات، أخيراً، إلى صغار السن بشكل كبير. إذ يجدونها أخلص صديق لهم وترمز لهم بصفات مميزة، ويتفنن الكثيرون في تربيتها والاعتناء بها، لتتكيف مع جميع أفراد العائلة والمحيط الذي تعيش فيه، كون الحيوانات تتفاعل وتتكيف بتلقائية مع كل فرد على حسب العطف الذي يبثه فيها. ويحدثنا همام عن تجربة ابن أخته في تربيته للحيوانات الأليفة وحزنه الشديد عندما يفقدها أو يضطر للسفر للخارج وتركها عند أحد أقربائه للاعتناء بها، يقول: «منذ أن كان في الثامنة من عمره اكتشفنا حبه وتعلقه بتربية الحيوانات، فكان يتجه للقطط في الشارع ويهتم بوضع الأكل لها والاعتناء بها، وطلب من والدته في أحد الأيام أن يدخل القطة من الشارع ليهتم بها فرفضت بشدة، فأدخل من دون علم أحد إلى غرفته وجعلها تنام معه في السرير نفسه». وأضاف: «بسبب أن القطة غير معتادة على تقييد حركتها داخل المنزل اكتشف أمره من كثرة موائها، وتخاصمت معه والدته مدة حتى اقتنعوا جميعاً بإحضار قطة منزل لتربيتها من مكان مضمون، وبالفعل اشترت القطة ب 500 ريال وكان لديها شهادة ميلاد، واعتنى بها لمدة سنة، ولكن لخوف والدته من إصابته بمشكلات صحية من القطة لكثرة تساقط شعرها أقنعته بتركها، وعوضته عنها بعصافير يهتم بها». ويضيف همام: «قبل عام شاهد فيلم كرتون «هاميستر» يحكي قصة فأر، وطلب من والدته شراء فأر مثله ليربيه، وبالفعل لمعرفة والدته بحبه وتعلقه بتربية الحيوانات واعتنائه بها في أوقات فراغه، اشترت الفأرة، وأنجبت بعد مدة اثنين آخرين واعتنى بهم جميعاً، ولكنه في إحدى الإجازات اضطر للسفر وترك فأره وأولاده لدى صديق له ليعتني بهم، وعند رجوعه أخبره صديقه بوفاتهم جميعاً، وحزن كثيراً وبكى كما يبكي أي إنسان على فقد أحد أقربائه وخصوصاً المقربين له». ويشير همام إلى أن: «من شدة حزني عليه وتعاطفي معه طلب مني أن أحضر له بديلاً كهدية، وبالفعل ذهبت لأحد المحال التي تبيع الحيوانات الأليفة واشتريت له «هاميستر» جديداً ب 80 ريالاً، وأخذت معه قفصاً لوضعه فيه، وأضفت «مرجوحة داخله لأن هذه النوعية من الفئران تحب الحركة، وقيمة غذائه لمدة شهر لا تتعدى 24 ريالاً».