أكدت دراسات علمية على أن "الحمام" موجود على كوكب الأرض منذ أكثر من 20 مليون سنة، أي قبل ظهور الإنسان، واستدل علماء "الأحافير" و"العظام" ببعض الصخور التي احتوت على آثار تدل على تواجدها منذ قديم الزمن، كما عُثر أيضاً على رسومات لطيور الحمام في الكثير من المخطوطات المصرية الأثرية، والتي ترجع لأكثر من 3000 سنة قبل الميلاد، إضافةً ل"نحوت" ورسوم من الحضارات الأوروبية والآسيوية القديمة، تؤكد "أُلفة" الإنسان لهذا الطير، والذي لا تزال الكثير من الحضارات والثقافات تتخذه رمزاً ل"الحب" و"السلام". العجيب في الموضوع أن الحمام يعشق ويداعب ويغازل ويقبل، نظراً لما يتمتع به من حب وإخلاص بين أزواجه، والذين يبقون شريكين طوال حياتهما، ولا يحصل بينها الفراق!. الفلاسفة يستشهدون به في سبيل تعليم الإنسان الطريقة المثلى للتعامل مع الزوجة والأبناء المنصور: تربيته تحتاج إلى علم وفن المبارك: بيع إنتاجه يغطي مصاريفه البيرق: تعلقت ب«الباخري» و«أبو فوطة»! أنواع الحمام واختلفت بعض أهداف تربية الحمام على مر العصور، حيث كان الإنسان في السابق يستخدم الحمام "الزاجل" لإرسال الرسائل، بينما أصبح الآن يشارك في بطولات وسباقات الحمام، والذي يحدد الفائزين فيه حسب السرعة والمسافة المقطوعة، والتي تتجاوز في الكثير من الأحيان (1000 كم)، إلا أن آخرون يهدفون من تربيتهم لأنواع أُخرى من الحمام "الإستعراضي"، والذي يشتهر بالحركات "البهلوانية" الجميلة، والتي تنظم لها بعض المسابقات والمعارض، كما يهدف البعض لتربية حمام "الزينة" نظراً لما تتمتع به بعض سلالات الحمام من شكل وصوت جميل، ليشترك ملاكها في المعارض والمزادات، التي يباع فيها بعض الأنواع النادرة بمبالغ ضخمة تتجاوز مئات الألوف. بينما هناك فئة قليلة تهدف من تربية الحمام للأكل، وذلك من خلال العمل على إنتاج أعداد قليلة، بهدف الاستهلاك الشخصي، أو بأعداد كبيرة لتسويقها والاستفادة من ربح بيعها. دروس مجانية ويؤكد مربو الحمام بأن هذا النوع من الطيور، يقدم الكثير من الدروس ل"بني البشر" على مر العصور، حيث يذكر "محمد المنصور" -45 عاماً-، والذي يربي الحمام منذ أكثر من 30 سنة، بأن الحمام من أكثر الطيور التي تشتهر بحنينها للوطن، مؤكداً بأن هذا المخلوق الحي لا يغادر المكان الذي يستوطن فيه مهما حصل، كما أنه يعود إلى موطنه إذا ما أَبعد عنه، مضيفاً أن الحمام يشتهر بالتعاون ما بين الذكر والأنثى في بناء العش، والنوم على البيض وحضانة الصغار وتغذيتها، إلى جانب الوفاء بين كل من الزوجين، وهو الذي جعل الكثير من الفلاسفة والمفكرين يستشهدون بطرق تعايش الطيور، في سبيل تعليم الإنسان الطريقة المثلى في التعامل مع الزوجة والأبناء، مشيراً إلى أنه قد لا يصدق البعض أن الحمام يعشق ويداعب ويغازل ويقبل، نظراً لما يتمتع به من حب وإخلاص بين أزواج الحمام، الذين يبقون شريكين طوال حياتهما، ولا يحصل بينها الفراق، وهو ما يفتقده البشر بكل أسف. محمد البيرق تحتاج للعلم والفن ومن المعروف أن تربية الحمام تحتاج إلى توفير المتطلبات كالمأوى المناسب والتغذية والرعاية الصحية، وهو ما جعل مربيه يتفقون على أن التربية تحتاج إلى علم وفن؛ لتحقيق العناية الجيدة، إضافةً إلى الحصول على إنتاج جيد من مختلف سلالات الحمام، حيث يقول "المنصور": تشترك تربية حمام الزينة والأنواع الأخرى بضرورة توفير المسكن والتغذية والرعاية الصحية، مع الأخذ بالحسبان بأن بعض حمام الزينة يمكنه الطيران، والبعض الآخر لا يستطيع، وهو ما يدعو إلى توفير أقفاص خاصة لكل نوع، مع مراعاة أن تكون المساكن الخاصة بالطيور جافة وجيدة التهوية، دون التعرض للتيارات الهوائية الباردة أو الحارة، بالإضافة إلى توفير إضاءة مناسبة، والاهتمام بتوفير مساكن منفصلة؛ لتتمكن إناث الحمام من رعاية الطيور الصغيرة بعد التزاوج، ذاكراً أن الخبراء في تربية الحمام ينصحون بضرورة استخدام الأدوات المناسبة للأكل والشرب ذات الجودة العالية، والابتعاد عن الأدوات الرخيصة التي قد تتسبب في إصابة الحمام ببعض الأمراض المعدية، وهو ما يدعو إلى توفير أقفاص أخرى منفصلة لإيواء ومراقبة الحمام المريض. تكاليف باهضة ويتحمل الراغبون بتربية الحمام الكثير من المصاريف، خصوصاً عند بداية إنشاء الأقفاص وتزويدها بالأدوات والمستلزمات المهمة كالمواد الغذائية والأعلاف، إضافةً إلى تكلفة شراء الحمام بأنواعه، والتي تتفاوت حسب النوع والفصيلة، حيث يعتبر بعضها نادراً ما يجعل سعرها مرتفع جداً، وقد يتجاوز عشرات الآلاف، وهنا يقول "ماجد المبارك" -31 عاماً-: إنه بالإمكان تعويض تكلفة إنشاء مأوى الحمام ومصاريف شرائها وتوفير غذائها، إذا ما تم العمل بشكل جيد على الاستفادة من إنتاج الحمام ببيعه؛ لتغطية كافة المصاريف القديمة أو الحديثة، ناصحاً بعدم شراء الحمام إلا من مصادر موثوقة، خصوصاً عند التحدث عن فصائل نادرة، وذلك منعاً للخسائر، دون التهاون بأهمية الفحص الصحي الشامل، إضافةً إلى عزل الحمام الجديد في أقفاص منعزلة للتأكد من صحتها وسلامتها. اختلفت عن الماضي وتحدث "محمد البيرق" -يهوى تربية الطيور والحيوانات منذ أن كان في العاشرة من عمره- قائلاً: بدأت في التخصص بتربية بعض أنواع الحمام ك"الباخري" و"الجاكوبين" -بوفوطه-، و"الشمسي الأمريكي" و"اللونق فيس"، بالإضافة إلى "الأوزبك" و"الكيرلي" و"الهومر" و"الدمستك" و"الجعفري" و"الفانتيل"، إلى جانب بعض الأنواع من العصافير و"الببغاوات"، مضيفاً أنه يهوى الدخول في منافسات الحمام الزاجل، مؤكداً على أن طرق تربية الطيور أختلفت عن السابق الذي كان فيه جل اهتمام المربين جمع أكبر عدد ممكن من أنواع الحمام المختلفة في قفص واحد، إلا أنهم في الفترة الأخيرة توجهوا للتخصص في بعض الأنواع، حيث أصبح أغلبيتهم يبحثون عن الطير الأفضل لإقتنائه، وهو ما جعل سوق الخليج العربي يرتقي للأفضل، مشيراً إلى أن تطور وسائل الإتصال وتبادل المعلومات، ساهمت برفع مستوى الوعي لدى المهتمين بهذه الهواية، إضافةً إلى تعدد المهرجانات والمسابقات التي تتيح للمربين الاحتكاك بأصحاب الخبرات. استفادة كبيرة وعلى الرغم من وجود بعض الصعوبات التي يعاني منها مربو الطيور عند رغبتهم بالمشاركة في مهرجانات دول الخليج؛ بسبب الحظر المفروض من قبل الجمارك، والتي تمنع إخراج الطيور إلا بعد عدة إجراءات، إلا أن "البيرق" يؤكد استفادته الكبيرة من خلال مشاركاته المتعددة، والتي اكتسب منها زيادة معرفته في الطرق الصحيحه برعاية الطيور، إضافةً إلى التعرف على المشاركين من مختلف دول العالم، والذي يعتبر مكسبا إضافيا يضاف للمكاسب المادية والمعنوية من هذه الهواية. الطيور الفائزة ويلعب المردود المادي لهواة تربية الحمام، حافزاً كبيراً لهم، ما يجعلهم يهتمون بشكل كبير بالعناية والاهتمام بما يملكون من طيور، وذلك لعرضها في المهرجانات والمسابقات التي تنظم في مناطق ودول مختلفة، لتتحول الهواية من مجرد تربية طيور إلى استثمار مُجني، حيث أوضح "البيرق" أن المسابقات ومعارض الطيور تجمع النخب المتوفرة في المنطقة، ليحدد خلالها الطيور الفائزة بأجمل وأفضل السلالات، وذلك من قبل لجنة مكونة من أفضل حكام الطيور في العالم، مشيراً إلى أن أسعار بعض الطيور تقفز لمبالغ باهضة عند تحقيقها لمراكز وألقاب متقدمة في المسابقات، وهو ما يجعل المربين يتهافتون على المشاركة بأفضل ما لديهم من أنواع وسلالات مشهورة. حمام الكيرلي وريشه المميز مربو الحمام ينصحون بأن تكون مساكنها جيدة التهوية