مدربة الأسود محاسن الشهيرة "بأنوسة كوتة" خريجة كلية الحقوق ، لم تجد نفسها فى مهنة المحاماة بعد قيامها بعدة دراسات في القانون الدولي ، لكنها تركت كل ذلك لتسير علي نهج عائلتها ، فأبوها مدرب الأسود مدحت كوتة ، وجدتها محاسن الحلو ، وأخيها الأكبر حمادة كوتة مدرب الأسود المحترف فى تركيا. ونقلاً عن مجلة لهن التي أجرت معها اللقاء التالي ك منذ متى بدأ حبك للأسود، وهل هو وراثي أم فطري؟ أحب الحيوانات بشكل عام منذ كان عمري 3 سنوات أو أقل ، وأرتاح في التعامل معهم ، وبدأت الدخول في العروض الخاصة بتدريب الثعابين والخيل منذ كان عمري 6 سنوات ، أما حبي للأسود شئ آخر بدأ مع سنوات عمري الأولي ، وفى البداية كان والدي مدحت كوتة لديه بعض المخاوف من اختراقي لهذا المجال وميلي إليه ، ولكن أمام إصراري وجرأتي شجعني ، ولكن الموافقة كانت مرهونة بالتفوق في الدراسة. وأستطيع أن أقول أن هذا الحب تجاه الأسود فطري ووراثي معاً ، لأنه أمر طبيعي أعتدت عليه ، لذا من يشاهدني مع الأسود والنمور أثناء العرض سيجد أن تعاملاتي مع الأسود مختلفة ، لأنني أتعامل معها باعتبارها حيوان أليف. هل تدريب الأسود مجرد هواية أم مهنة ؟ بعد تخرجي من الجامعة ، قمت بعمل بعض الدراسات ثم تفرغت تماما لتدريب الأسود ، لذا أعتبرها الآن مهنتي وكل حياتي ، وفي الوقت نفسه أعتبرها جزء من هواياتي المفضلة ، كونها تأخذ كل وقتي ، أما القانون فقلما أمارسه ، وبذلك تحولت الدراسة إلى هواية والهواية إلى مهنة إلى جانب إنها وراثة من أبي وجدتي. عندما ترغب "أنوسة" في اقتناء حيوان أليف في المنزل ، ما هو حيوانها المفضل ؟ بالطبع الأسود ، هو الاختيار المريح والمفضل بالنسبة لي ، تعودت على وجود هذا الحيوان في البيت دوماً ، ومعظم أسود السيرك خرجت من بيتي ، وغالباً يترعرع الأسد في البيت من عمر شهرين إلى سنة ، وآخرهم الأسد "بوشكاش" الذي انضم سريعاً إلى أسود السيرك بعد أن تم 6 شهور ، ووجوده في البيت أكثر من ذلك كان سيدمر جميع أثاث المنزل نظراً "لشقاوته" البالغة ، والآن استضيف الرقيقة "جودي". شكلك الرقيق لا يوحي بطبيعة مهنتك وتعاملك مع الحيوانات المتوحشة ، هل تدريب الأسود يؤثر على الأنوثة من وجهة نظرك ؟ وماذا اكتسبتِ من صفاتهم ؟ هذا الأمر لا يؤثر على أنوثة البنت أو شكلها على الإطلاق ، بالعكس مهما كانت مهنة المرأة تظل الأنثى هي أنثي ، ولكني اكتسبت بعض الصفات الجميلة من خلال تعاملاتي مع الأسود على وجه الخصوص ، وعن طريقهم تعلمت كيف يكون الإنسان لديه كرامة وشموخ وثقة بالنفس وكبرياء وهى صفات يتميز بها ملك الغابة. كيف يراكِ الرجال ؟ في البداية أجد نظرات فضولية مليئة بالخوف والارتياب ، وسرعان ما تتغير بعد التعامل معي ومعرفتي عن قرب ، ليكتشف الجميع أني إنسانة عادية ، مدربة أسود لمدة ساعتين العرض فقط ، أما باقي الوقت أنا ككل بنات سني لي أصدقائي وأعيش حياتي كأي بنت . فاتن الحلو قالت قبل ذلك أحب الحيوانات وأخاف من البشر ؟ فماذا عنك ؟ هذا الكلام صحيح 100% ، لسبب بسيط جداً ، وهو أثناء تعاملك مع الحيوان تكونين في حالة حذر لأنك على دراية بطبيعيته لأنه في النهاية حيوان متوحش لديه مخالب وأسنان حادة ، والافتراس جزء من غريزته ، ويستطيع أن ينقض عليكِ وينهي حياتك في أي لحظة ، وتتعاملين معه على هذا الأساس ،أما الإنسان سواء كان طيب أو سيئ تتعاملين معه على أنه إنسان طبيعي وبدون إنذار سابق يغدر بكِ ويطعنك في ظهرك ، وهذا الفرق بين التعامل مع الإنسان والحيوان الذي لا يتقن وسائل الخداع . هل تعرضت لمواقف كوميدية أو محرجة أمام الجمهور؟ لا تخلو العروض من هذه المواقف الطريفة ، وحدث أكثر من مرة أن يرفض الأسد أداء حركة ما لتأكده بأنه محاصر بالجمهور ولن يعاقب أو أتخذ معه أي تصرف لأنهم في شدة الذكاء ، وكل واحد منهم يعلم دوره واسمه تماماً بمجرد النظر إليه ، بل أن أحد الأسود قام مرة بتمثيل المرض كي يعفي من أداء العرض ، وخلال أحد العروض نسي الأسد "كنز" مهمته تماماً التي أطلب منه فيها الاستلقاء على الأرض لأجلس عليه ، وأخذ يلعب ظناً منه أني ألاعبه وأجري ورائه ، وبالطبع لاحظ الجمهور أن الأسد في حالة غير طبيعية . سبق وان تعرض والدك لخطر محقق عندما هاجمه 17 نمراً وأسداً أثناء أحد العروض بالإسكندرية ، ونجا منه بأعجوبة ألم يرهبك هذا الموقف ويجعلك تتراجعين ؟ نعم تعرض والدي لهجوم 17 أسد ونمر وواجه موت محقق أثناء العرض ، وعلامات هذه الحادثة والخياطة لازالت موجودة بشكل واضح على جسده حتى الآن ، وكانت بسبب تصارع أسدين على أنثي ، وعندما حاول المدرب فصلهما فتركا المشاجرة وهجموا عليه ، وتدخل أسد ثالث هذه المرة ولكن للدفاع عن والدي لأنه تربي لدينا في البيت ، وفشلت محاولة كوتة في فض نزاع الأسود ودخل باقي الأسود على التوالي في المعركة ، وعندما رأت محاسن الحلو ابنها بين الحياة والموت تدخلت ولكنها وقعت على الأرض ولم تتمكن هي الأخرى من الخروج سليمة ، ولكن الحمد لله .. ربنا ستر. لكن بالرغم من بشاعة هذه الحادثة إلا أنني لا أفكر فيها ، ولم تجعلني أتراجع أبداً، لأن كل شيء بيد الله سبحانه وتعالي ، ولن يقف أحداً أمام المكتوب. متى خفت من الأسود ؟ وهل حدث لكي معها مواقف غدر ؟ الخوف يعني عدم صلاحيتي لدخول القفص أو التدريب ، لأن الحيوان يتعرف على الخوف من رائحة الأدرينالين ، وبذلك يبدأ في ممارسة سيطرته ، ولا يصح دخول القفص إذا تسلل الخوف إلى قلبي ولو للحظة ، وأنا تربيت منذ الصغر على قتل إحساس الخوف ، وقد كان والدي حريصاً على قهر هذا الإحساس تجاه أي شيء. أما الغدر فلم أتعرض إليه بقدر ما تعرضت إلى إصابات وجروح ناتجة من مزاحي مع أحدهم ، وأحدث الإصابات التي كادت تقتلني عندما استلقيت على لوحة ارتفاع مترين ، وارتبك الأسد وهو يمر من فوقي فسقطت بجسمي على رقبتي ، كان من الممكن أن تنتهي حياتي هذه اللحظة .. وما أكثر هذه الإصابات . ما الذي يخيف "أنوسة كوتة" ؟ الحمد لله .. لا أجد شيء يخيفني ، أستطيع أن أقول أن الرهبة لا تعرف طريقي ، ولكن قد تؤرقني أشياء بسيطة من وقت لآخر ، وأضعف وأتعب نفسياً ، إذا وجدت حيوان منهم تعبان أو مريض. سمعنا عن حوادث كثيرة مثل حوت يأكل مدربته أمام أعين الجمهور أو أسد يأكل مدربه ثم ينتحر كيف تتقبلين مثل هذه الأخبار ؟ استقبل هذه الأخبار كأي إنسان طبيعي يشاهدها ، وأتأثر وأحزن لسماعها ، ليس من السهل استقبال نبأ انتهاء حياة إنسان وكأنه شئ عادي ، ولكن لا أقارنها بي كوني مدربة في نفس المهنة. محللين علم النفس أكدوا أن علاقة الأسد مع مدربه تعتمد دائماً على نظرية "تقدير الذات وتقدير الآخر" بمعنى أن النمر لو عرف أن مدربه يميز أحد عنه يتخلي عنه سريعاً ، لأنه يشعر بأنه سيتعرض لمحاولة غدر لذا يبادر هو أولاً بالغدر والخيانة ، من خلال خبرتك الطويلة مع الأسود والنمور هل يستطيع المدرب فهم نفسية الأسد ، وما هي الأشياء التى تؤثر على مزاجه وتثير استفزازه ؟