أقام النادي الأدبي ليلة الأحد الماضي محاضرة نقدية للأديب الروائي علي الشدوي حول : مفهوم التحضّر في قرى الجنوب مدخل نقدي وذلك مساء أمس الأول بقاعة الأمير محمد بن سعود للمحاضرات بالنادي وقاعة الخنساء للسيدات عبر الدائرة التلفزيونية المغلقة والتي أدارها نائب رئيس النادي د . عبد الله غريب حيث استهلها بتقديم العزاء للقيادة وأخوة وأبناء فقيد الوطن سمو الأمير الراحل “ محمد بن سعود “ أمير منطقة الباحة سابقا الذي وافاه الأجل خارج الوطن ثم أعقب ذلك بتقديم فارس الأمسية والتعريف به من خلال سيرته الذاتيه ومن ثم بدأ المحاضر الأمسية بتوزيع موضوع محاضرته إلى ثلاثة أجزاء شملت تحليل مفهوم التحضر كما يُفهم في القرى الجنوبية تحليلا نقديا وإظهار التشوّه الذي تعرض له وقال رغم أن مفهوم الحضر يشمل المدن والقرى والأرياف من جهة أنه ضد مفهوم البدو الذي يشمل الصحراء إلا أنه مفهوم غير منضبط في ذهن جيلي حيث يشمل الحضر المدن فقط في مقابل البدو في القرى والأرياف والصحراء . وأنه ترتّب على هذا أن تحدد مفهوم التحضّر بالتخلق بأخلاق أهل المدن وعاداتهم في مقابل البداوة التي تحددت في التخلّق بأخلاق أهل القرى والأرياف والصحراء. في موروث المنطقة كان مفهوم التحضّر منضبطا في ذهن الجيل الأقدم من جيلنا ليس عند النّخبة منهم إنما عند العامة بتفريقهم بين القرى والصحراء ب “ بدو غامد “ و “ بدو العقيق “ مثلا أي الناس غير المستقرين والرّحّل في الصحراء ، في مقابل الناس المقيمين والمستقرين في القرى . وطرح عدد من التساؤلات منها : ما العملية التي حرفت مفهوم التحضّر إلى حدِّ أنا نفيناه عنا ؟ ما الأفاق التي جاء منها الانحراف إلى حدّ أننا ضممنا القرية إلى الصحراء ؟ وخلطنا الناس المستقر ين بالرحّل ؟ ثم استحضر تمثيلات الأجيال القليلة التي سبقت جيله عن الحضر التي رأى أنها هي التي مهّدت لعدم انضباط مفهوم التحضّر في ذهن جيله وفي ذهن الجيل الحاضر.مردفا بأنه ارتبطت الأجيال التي سبقت بعلاقة بمدن الحجاز كمكة وجدة حَجّا أو عملا دائما أو عملا موسميا. ثم استهل الجزء الثاني من محاضرته بعدة أمثله منها ما هو خاص ببعض اقاربه ومنها ما هو عام بالمجتمع ربطت بين التحضر وعدمه من العلاقة بين التحضّر وبين السهر من جهة وبين عدم التحضّر والنوم المبكر من جهة أخرى. واختتم حديثه بقوله ليس من السهل أن أبرر هذا الذي حدث لفنون الجنوب ومع ذلك يمكن أن أتحدث أن ما صنع هذا الفهم الذي يربط بين فنون الجنوب وبين عدم التحضّر أو كونها مخالفات شركية هو عوائق الفهم التي تولد تشويه المفاهيم والممارسات وهي عوائق كثيرة كعدم فهم معنى الكلام أو عدم فهم الأفكار أو تعدد معاني الكلمات أو الجهل بالعادات والتقاليد والطقوس . كما أكد بأن لدى عامة الناس مفهوما خاطئا حول العلمانية والعلمنة إذ يطلقونها على الأشخاص بعينهم فيقولون فلان من الناس ( علماني ) والصحيح أن العلمانية لا يمكن إلصاقها بالأشخاص وإنما تكون على الدول التي وصلت إلى المفهوم للعلمنة بمعناها الحقيقي لا المتداول بغير فهم . بعد ذلك بدأت مداخلات الحضور التي أثرت اللقاء وأضافت بعض المفاهيم الجديدة لما حمله عنوان المحاضرة كان من بين المداخلين الشاعر محمد الشدوي والدكتور ناصر بن علي الغامدي عضو الناديوالدكتور خميس الغامدي والشاعرة عبير الزهراني ، كما تداخل الشاعر غرم الله الصقاعي والشاعر مسفر العدواني عضو النادي وتلقى الشدوي عدداً من الأسئلة من قبل الكاتب شهوان الزهراني أجاب عليها وعلق على المداخلات واختتمت الأمسية بكلمة لرئيس النادي الشاعر حسن الزهراني الذي قدم الشكر باسمه واسم مجلس إدارة النادي والمثقفين للمحاضر وشكر الحضور ثم قدم لفارس الأمسية درعا بهذه المناسبة ومجموعة من إصدارات النادي الأخيرة التي وزعت على الحضور أيضا وأعلن بعض مناشط النادي خلال الفترة القادمة .