عندما يكتب أي إنسان عن شخصية ما وخاصة حملة القلم المعروفين فلابد أن يكون هذا الكاتب متابعاً وواعياً لعطاء ومسيرة تلك الشخصية جيداً ولقد كان لاختيار خادم الحرمين الشريفين للأمير سلمان على أن يكون خلفاً لشقيقه رحمه الله على أهم مرفق في الدولة وزارة الدفاع ومن ثم ولياً للعهد والنائب الأول بعد شقيقه الآخر نايف الذكر نايف القمة أقول كان لاختياره تمام التوفيق وتمام الرضا من الجميع وكم كان الصدى مدويا في الأوساط بعد إعلان النبأ خاصة وان هذه المناصب لها ما لها من ثبات الكيانات وامتدادها ولعلني والكثير من المعجبين بهذا الأمير والمحبين لتطلعاته الموفقة ومن هذا المنطلق استعيد ما قلته عنه قبل فترة قصيرة حيث قلت: لم تشهد العقود الأخيرة أو دعنا نقول المعاصرة في بلادنا احتفاء تتقاصر دونه العديد من الكرنفالات مثلما شهدته مناطق المملكة في هذه الأيام بعد تأثر مجتمعاتها المؤلمة إثر وفاة الأمير نايف وذلك بعد تنصيب الأمير سلمان محبوبها المميز هذا الإنسان الذي عاشرها قلباً ومداولة منذ زمن هو عمر هذه الدولة المحلقة على حد معرفتي لها ولا أدري هل أقول بعدها بهرتني تلك الجموع التي احتشدت للمبايعة والمباشرة المدهشة أجل لأنه مسؤولها المتمرس والمنصف الذي خبروه ووعوا تصرفه وحنكته المرضية .. أو لأنه الابن البار والنابه الذي علمهم بالخبرة كيف يكون الحب المجير بتحقيق الأهداف وكيف يريهم بالجلائل ما يشهد به الأثر الناصع ومع شدة وفائه المألوف لم تبرح مخيلته ووجدانه سواء داخل البلاد أو في أي من المهمات خارجها والحقيقة انها كل ذلك ومهما تعاقبت الأيام فستظل المثل الحي في عشقه ومن ثم المعجزة المتأبية لتاريخ وسيرة هذا الأمير المؤمن برسالته والذي مهما كان سيظل في صفحتها الأولى مشرقاً كبياض منهجه. لقد تعرفت على هذا الأمير مبكراً وحضرت العديد من مجالسه فرأيت فيه المثل اتزاناً واطلاعاً وعندما أقول اتزاناً فلأنه كان المسؤول الأول في العاصمة ولهذا خبر الشرائح في هذا الشعب وتابع ما تريده من الطموح والثبات أما الثقافة فانه قد يعد من القلائل المطلعين على تاريخية وتحول الأجيال ولهذا لم تفته أي ملاحظة أو مزايدة على الخصوصية وما دارة الملك عبدالعزيز إلا شاهد سيبقى في الناصية من رصيد هذه الأمة قد يقول من يقول ولكن الفكرة والمتابعة كانت خاصة بهذا الإنسان اليقظ .. فيا مرحبا به مسؤولاً في عرين أبيه والمؤمنين من أبناء الصالحين .. قال الشاعر: زاننا العدل وضَّوى حسننا برجال طاهرين السلبِ زاننا سلمان عملاق الندى الأبي ابن الأبي ابن الأبي كلنا شعب عريق أصله من هداة كالدراري ونبي فلنا ما شاء ربي ولمن غيرنا ما شاء من نهج غبي أمة كالشمس منا ولنا هذه كالشمس وإن لم تنجبِ فمرحباً بولي عهدنا الفاضل بين الجوانح من محبيه الأصلاء وما أكثرهم.