لم تشهد العقود الأخيرة أو دعنا نقول المعاصرة احتفاء تتقاصر دونه العديد من الكرنفالات مثل ما شهدته مدينة الرياض في الأيام القريبة وذلك بعد شفاء وعودة محبوبها المميز الأمير سلمان بن عبدالعزيز هذا الانسان الذي عاشرها قلبا ولسانا منذ زمن هو عمر هذه العاصمة المحلقة على حد معرفتي لها ولا ادري هل اقول بعد ما بهرتني تلك الجموع التي احتشدت لاستقباله، اجل لأنه مسؤولها المتمرس والمنصف الذي خبروه ووعوا تصرفه وحنكته المرضية.. او لأنه الابن البار والنابه الذي علمهم بالخبرة كيف يكون الحب المجير بتحقيق الأهداف وكيف يريهم بالجلائل ما يشهد به الأثر الناصع ومع شدة وفائه المألوف لم تبرح مخيلته ووجدانه حتى وهو يعاني من الآلام بعيدا عنها، الحقيقة انها كل ذلك ومهما تعاقبت الايام فستظل المثل الحي في عشقه ومن ثم المعجزة المتأبية لتاريخ وسيرة هذا الأمير المؤمن برسالته والذي مهما كان سيظل في صفحتها الاولى مشرقاً كبياض منهجه، لقد اردت مقابلته وتهنئته حين الوصول ولكن الحشود كانت ضخمة الى الحد الذي سد جميع الطرقات المؤصلة فتريثت لعل الزحام يخف قليلا ولكن لا فائدة حيث ظل ذلك النهار وما بعده وما بعده ملفتاً الى حد الاندهاش حتى ليخيل للمتابع ان كل ما في اليمامة من الموجودات قد قام على صعيد واحد، كما انك لو استمتعت او تساءلت لكان الجواب: نعم نعم انه سلمان الاب والأخ ورصيد الحرف والمبدعين ومن بذل نفسه لهذه الارض وفاء وعطاء ودفعا لا يماثله فيها احد. أقول هذا للتاريخ عندما يعز الرموز ويتفرد في الذاكرة من لهم حضور لا تزيده المدد الا ثباتا ولعلني فيما مضى قد قلت قصيدة شرقت وغربت وقد طلب مني اعادة نشرها مرة ومرة ومثيلها قصيدة اخرى عامية فاليك عزيزي القارىء بعضا من أبياتها.. فالى أمير نجد الى المثقف الانسان الى نصير الكلمة الصادقة الى سلمان بن عبدالعزيز .. الى جزيرة النور اهلا ووطنا (نجد): هذه (نجد) مهاد العرب ذروة المجد وعز النسب! زانها العدل وضوى حسنها برجال طاهرين السلب! زانها سلمان عملاق الندى الأبي ابن الابي ابن الابي! كذب الواهون لم يخلد ولم يصمد البنيان فوق القصب! كلنا شعب عريق أصله من هداة كالدراري ونبي! فلنا ما شاء ربي ولمن غيرنا ما شاء من فكر غبي؟! أمة كالشمس منا ولنا هذه الشمس وان لم تنجب!! هذه (نجد) وهذا نفحها مشرئب اللون زاكي الطرب!! لين يسري كما يسري النما ويدلي غيمه ذا الذنب!! هذه (نجد) وهذا وجهها مشرق البعد عظيم المذهب!! يتهادى صلوات غضه وسوارٍ في مدارٍ ارحب!! وميامين كرام حيثما وجهوا درباً أتوا بالمعجب!! طهر الله انتماء وثرى ورثوه من عروق الذهب!! المروءات وما اصطكت لها من بروق مدهشات المسكب!! والنفوس الخضر والنور الذي غرفته حرة لم تشب!! والبطولات وما شدت لها من سروج وقلوب غلب! المدى الحر الذي طارت به للمساوات صريح اليعربي! زانها من مد في بنيانها وجلاها جلوة المحتسب! زانها (سلمان) فكرا ويدا وغذاها بالنفيس الأعذب! فمرحباً به في دوحة ابيه وجده بل بين الجوانح من محبيه الأصلاء وما أكثرهم .