| ما أصيب به الشعب السعودي هذه الأيام في فقد الزمير سلطان بن عبدالعزيز ولي العهد رحمه الله شيء لا يوصف حيث كان رحيله مفاجئاً ومؤلماً كما سبق وتحدثت في رثائه لكن ما خفف الوطأة وطمأن المواطنين من البحر الى البحر توفيق الباري جل وعلا باختيار خادم الحرمين الصائب لسمو الأمير نايف بن عبدالعزيز ولياً للعهد ونائباً لرئيس مجلس الوزراء خلفا لرفيق دربه وشقيقه وهذا يعود الى بُعد نظر مليكنا العادل ومعرفته للأكثر تأهيلاً ومن يتحمل المسؤولية التي لا تناط الا بالقادرين الاكفاء لخدمة هذه البلاد المترامية ومواطنيها الأوفياء. والأمير نايف ولي العهد رجل تفانى منذ عرفناه في خدمة هذه الأمة فهو الانسان والرمز النادر الذي يبهرك بحنكته وقربه من المواطن سواء في حكمته أو وفائه وحميميته مع ابناء هذا الوطن، الرجل الذي أعطى عمره كاملاً للفضيلة اولاً ثم للمنعة التي سارت بمثلها الركبان شرقاً وغرباً.. نايف الأمير والأديب في حسه وأريحيته أبونا وموجهنا ومن اذا ضاقت السبل كان هو الأول بعد الله في احتوائه ومساندته لا يفاضل بين هذا وهذا ولكنه اب الكل واخو الكل وحامل الراية المحلقة والتوجه السليم... ولي العهد في هذا الكيان المؤمن برسالته والذي دخل التاريخ بهذه الصفة الفريدة وان يعي من يهمه تاريخ الجزيرة العربية ان الأمير نايف واحد من القلائل الخالدين، وأنا على ثقة من ان الأجيال المقبلة ستجعل منه قدوتها اقداماً وبذلاً مثلما نحن اليوم وأعني بنحن عقلاء الوطن ونخبه الواعية. تداعت هذه الكلمات اثر متابعتي لجهوده المميزة ولمواقفه المفصلية تجاه أمته ولما يربطني بمسيرته من اعجاب، فمنذ عرفته وانا شاب صغير وهو نايف العادل البار القريب من الناس الرحب الذي لا يضيق ولا يتعلل مهما كانت الظروف، حدثنا من عاشرناه ولحقنا به من كبار السن. اذا ما تذكرنا القادة والمؤثرين اذ قال لنا أكثر من ثقة وأكثر من مدقق: كل فيه بركة الا ان الأمير نايف ولي العهد اشبه ما يكون بوالده علاوة على وعيه بمسيرة المراحل اميرا منفذا فنائباً فوزيرا فراعيا للعديد من التظاهرات النبيلة والجمعيات الخيرية الدافعة، وعندما تعتزم الجمعيات الخيرية في المملكة على الاحتفال والاحتفاء بتراكمية الأمير المستقطب في الرابع من شهر رمضان فإن هذا يعني اسعاد الكثيرين لما لهذا الرجل من المكانة وما لجهوده العالمية من البعد والتقدير الملفت ومن الضرورة ان يكون الصدى لدينا في هذا الوطن له نكهته وله حضوره الممتد، ان عالمية دوره الرائد في الأعمال الخيرية للانسان بغض النظر عن لونه او سحنته في الداخل او في الخارج قد خلقت من الوعي لدى المتبصرين ما لهذا الرمز من الحضور المشرف ولما سوف يتركه في ذمة التاريخ المنصف من البرهنة المؤثرة.. وما حصوله حفظه الله على جائزة المانح المميز منذ فترة من (الاونروا) ممثلة في الأممالمتحدة الا مؤشراً صاعدا للأفذاذ العالميين في هذا العصر المفتوح وقبل ذلك منحة الكونغرس الطبي الدولي في بودابست جائزة التميز للأعمال الانسانية قبل هذه المنحة المدوية وذلك عام 2009م عرفانا وتقديرا لدوره الانساني او كما كان التوضيح عما يقوم به ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية من خلال اللجان والحملات الاغاثية والانسانية ولا ننسى في هذا السياق درجات الدكتوراه التي خصص حفظه الله بها في الشرق أو في الغرب على حد سواء، كذلك الأوسمة التي ترفع الرأس للعربي المؤمن ولابن هذا الوطن التي منح اياها بالجدارة.. لهذه الأمور مجتمعة نرى بالحقيقة وبالشاهد انه قد فرض محبته وتواصله المبهج فهنيئاً لنا بولي عهدنا نايف بن عبدالعزيز الذي أصبح ذكره سفيرنا المحلق جاها وتفكيرا على هذه المعمورة وهنيئاً للمسيرة التي هو من فاعليها بل شاهدها الوضاء الى ما لا نهاية.. اكتب يا تاريخ اكتب، وفي هذا الاطار لابد ان يتهدج الشعر عن الرجل الذي استبشرت به المرحلة وصفقت له النخب نايف نايف: صعدت فيا مرحبا بالكبير ويا مرحبا بالهمام الأمير صعدت الرحاب التي ضوعت نفائس خلد ومجد قرير!! رحاب الكرام واسلافهم ومن عقلوا الشمس فيما تثير!! مهاد روائعها في السماء ومسكب ما تنتميه نمير!! لها الفجر والحب منذ متى تفلت ماء وغصن نضير اذا الناس قالوا من الطاهرو ن ومن عرفوا باللوا والسرير وقادوا الضحايا لأحواضهم ونضحوا بين الغمام العبير ومن نهد النور من طينهم وشابك من نهجهم بالكثير عرفنا به شعبك المصطفى بنو الأنبياء كرام النفير بنو مهبط الوحي اهل التقى وأهل الثبات سيوف المسير من البيض عرباؤهم حرة كما جبلي (أحد) أو (ثبير) فيا مرحبا بسليل الوفا وعون الضعيف وعين الضرير ب (نايف) يسمو الندى والندى بيان وحزم وذكر سفير ودفع لمستقبل مشرق متين الدعائم وافٍ غزير وفي اذا اختلطت انفس وحار الدليل وغاب النصير بفعل دقيق يسدده لقلب الحقيقة عند البصير فصيح له منطق ملهم اذا التبس الأمر عند الخبير يقول فيوجز عن حكمة تجب هوينى اللجاج الفطير ويصمت والحكم في صمته وتفسير معنى السؤال الأخير اذا ما مضى قالها حرة فتمضي الدلائل حيث يشير امامة ماضيه طاهرة وحاضره كالسراج المنير له في ضمير الزمان كما لعبدالعزيز محل أثير نزيه يحاسب أنفاسه بصدق ويمسح دمع الصغير صفات تعهدها بالرضا وعالجها بالوفاء الوفير .