كشف الدكتور بكر بن حمزة خشيم نائب رئيس مجلس الإدارة رئيس اللجنة التنفيذية لجمعية رعاية الأيتام بمكةالمكرمة والمدينة المنورة والطائف أن الجمعية تتجه بقوة نحو تحقيق التمويل الذاتي من خلال خطة طموحة تهدف إلى تنمية الموارد وطرق أبواب جديدة للاستثمار وأبان الدكتور خشيم أن فوز الجمعية بجائزة البنك الإسلامي للتنمية هو فوز للعمل الخيري بالمملكة العربية السعودية الذي أصبح رائد الأعمال الخيرية في العالم الإسلامي من خلال القواعد التطويرية والتنظيمية التي ينطلق منها والتي تعتمد على عمل مؤسسي منظم ودعم حكومي مشجع . وشدد الدكتور خشيم على أهمية تنظيم مؤتمر وطني لجمعيات رعاية الأيتام بهدف الوقوف على الواقع وتبادل التجارب وتلاقح الأفكار والتواصي حول كل ما من شانه خدمة العمل الخيري في هذا المجال . الدكتور خشيم تحدث عن جملة من القضايا والملفات المتعلقة بشئون الأيتام فكان الحوار ولكم المحصلة فوز الجمعية | كيف تقيمون فوز الجمعية بجائزة البنك الإسلامي في مجال المساهمة في تنمية المرأة ؟ وماذا يعني الحصول على هذه الجائزة ؟ وما المطلوب من الجمعية بعد هذه الخطوة ؟ || الحقيقة أن فوز الجمعية بجائزة دولية متمثلة في مسابقة البنك الإسلامي للتنمية لا شك أنه وسام فخر يعتز به العاملون في العمل الخيري وهو تقدير للجهود الكبيرة الذي يبذلها قطاع العمل التطوعي في مملكتنا الحبيبة وهو مؤشر يجسد بجلاء تطور العمل الخيري في المملكة من خلال منظومة مؤسسية تدار بأرقى وسائل الإدارة الحديثة كما أن الجائزة تزيد من مسئوليتنا في الرقي بأعمال الرعاية المقدمة لفئة الأيتام و لا ريب أن ما تحقق من نجاحات ملموسة في مجال الأعمال الخيرية يجيء بفضل الله تعالى ثم بفضل الرعاية الكريمة التي توليها حكومية خادم الحرمين الشريفين لقطاع الأعمال التطوعية الذي يعتبر القاعدة الثالثة في التنمية أما المطلوب من منسوبي الجمعية بعد الحصول على هذه الجائزة فلا شك أنه مضاعفة الجهد للرقي بالعمل داخل أروقة الجمعية بما يحقق الأهداف المناطة بها . بشائر جديدة | من خلال مشاركتكم في اجتماعات مجلس الإدارة بما تبشرون الأبناء والعاملين في الجمعية ؟ || الحقيقة أن البشائر كثيرة لكن من أهمها موافقة أعضاء مجلس الإدارة على منح أربعين سيارة جديدة للأبناء من الطلاب الجامعيين الذين أظهروا تحسناً واضحاً في تحصيلهم الجامعي وهي خطوة طموحة تهدف إلى تشجيع الأبناء ومساعدتهم لدراسة جامعية تنتهي بالحصول على الشهادة ثم الوظيفة بإذن الله الأمر الذي يجعل من الابن مواطناً منتجاً يخدم هذا البلد المعطاء ومن المبشرات أننا نضع اللمسات الأخيرة لتنفيذ المشروع الأكبر وهي القرية النموذجية للأيتام بمكةالمكرمة على طريق مكةالمكرمةجدة السريع بتكاليف مالية تزيد عن 100 مليون ريال كما أننا نعمل هذه الأيام على التنسيق مع سفارات المملكة في الخارج لترتيب أوضاع دراسة الأبناء الجامعين المبتعثين الى عدد من الدول وتحديداً في بريطانيا ونيوزلندا وأستراليا . التمويل الذاتي | كيف تنظرون إلى قضية تحقيق التمويل الذاتي للجمعية؟ || قضية التمويل تعتبر واحدة من أهم ما يشغل أعضاء مجلس الإدارة بل أنه يعتبر من الأولويات التي كثيراً ما تطرح لأن تحقيق التمويل الذاتي يعتبر في ذاته بوابة واسعة لتحقيق أهداف الجمعية ولأن الدعم المادي يعتبر عصب العمل الخيري وأعتقد أن الجمعية خطت خطوات كبيرة في هذا الشأن ولدينا إدارة متخصصة ونشطة هي إدارة تنمية الموارد قفزت بأفكارها التسويقية إلى خطوات متقدمة من خلال المشاريع الاستثمارية المتنوعة مثل الاستثمارات العقارية والاكتتابات البنكية ونحن عازمون على البحث عن المزيد من الفرص الجيدة التي تحقق لنا روافد ثابتة روافد جديدة | ما هي المجالات التي يمكن أن تحقق هذا الرافد؟ || أعتقد أن من بين أهم الفرص الاستثمارات العقارية هي في مجال إسكان الحجاج حيث إن مكةالمكرمة أصبحت اليوم منطقة خصبة ولأن ديمومة شعائر الحج والعمرة قائمة لا تعرف الانقطاع كما أن الإزالة الجديدة لمنطقة الشامية والطريق الموازي خلقت فرصاً جيدة - لذا أعتقد أننا سنوجه مقود عربة الاستثمار في الجمعية إلى هذا المجال شراكة فاعلة | من خلال المشاركة في دراسة هموم الأيتام كيف تنظر إلى الدور المطلوب من الجهات الحكومية والخاصة في دعم دور الأيتام ؟ || لا شك أن مما يوسع خدمات الجمعية تعاون الجهات الحكومية وأكاد أجزم أن بإمكان كثير من الجهات الحكومية تقديم المساعدة للجمعية خاصة وأنها جمعية متخصصة في قطاع مهم وتتحمل أعباء كبيرة لذا نحن نتطلع إلى أن تقدم الجهات الحكومية مزيداً من التخفيضات على الخدمات التي تقدمها مثل الاتصالات والكهرباء والمياه والنقل كما أتصور أن الحاجة ملحة للجمعيات الخيرية في توظيف الجهات الحكومية لمرافقها ومنشآتها لخدمة الجمعيات الخيرية كأن تقوم وزارة الثقافة والإعلام بإنتاج أفلام ومواد وثائقية أو توجه وزارة الشئون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد أموال المتبرعين والواقفين لبناء مرافق للأيتام تسمى بأسماء المتبرعين أو يخصون الجمعية بأوقاف يمكن أن تدر على الجمعيات أموالاً تساعدها على مواجهة الأعباء المالية كما أننا نأمل من وزارة التربية والتعليم مثلاُ أن تتكفل ببناء مرافقها التعليمية داخل قرى الأيتام أو تتكفل برواتب المعلمين والإداريين مثل مساهمتها في دعم مدارس الجاليات بمكةالمكرمة كما يمكن للرئاسة العامة لرعاية الشباب أن تشارك الجمعية في تنظيم دورة رياضية للأيتام تقام بمدينة الملك عبدالعزيز بمكةالمكرمة والأفكار كثيرة في هذا الشأن فقط نحتاج دوراً تنسيقياً من تلك الجهات مع مجلس إدارة الجمعية . قرارات مهمة | وأنت المشارك في دراسة ملفات الأيتام برأيك هل ثمة قرارات مهمة ترى يجب أن تصدرها الوزارة بهدف تطوير اعمال الرعاية للأيتام ؟ ثم ماذا عن أبرز الخطوات المستقبلية التي يجب أن يخطط لها من الآن للرقي برعاية اليتيم . || أعتقد أن من بين القرارات المهمة التي ننتظرها من الوزارة منح الجمعية نوعاً من الصلاحيات حيث المركزية في اتخاذ كثير من القرارات ربما يؤخر عجلة العمل الإداري خاصة وأن للجمعية مجلس إدارة يضم نخبة من أصحاب المعالي والسعادة- أيضاً أرى أنه من المهم مساواة أيتام الجمعية بأيتام الدور التابعة للوزارة والمقيمين في دور خاصة بوزارة الشئون الاجتماعية من حيث الإعانات التي تمنحها الوزارة للراغبين في الزواج وإعانات شراء السيارات للأبناء كما أن الجمعية بحاجة ملحة لاقتراب أكثر من الأبناء الأيتام في مجال المنح الدراسية الخارجية وكلنا أمل أن تتحقق هذه الآمال ونحن نعيش النشاط الملموس لمعالي وزير الشئون الاجتماعية الجديد الدكتور يوسف العثيمين وفقه الله بشارة عظيمة | (أنا وكافل اليتيم كهاتين) بشارة عظيمة ومحفز متاح لمرافقة نبي الأمة من بوابة رعاية الأيتام ترى إلى أي مدى يفتح هذا الحديث الطريق أمام الباحثين عن مرافقة نبي الأمة ؟ || بالفعل هذا الحديث العظيم هو بشارة عظيمة من سيد البشرية عليه أفضل الصلاة والسلام في حين أن رسوم الكفالة ميسرة ولله الحمد ونحن في بلد ينعم بخيرات الله وقل أن توجد في دول أخرى. فقط نحتاج استشعار معاني هذا الحديث ولو أن الجميع أدرك معاني وبشارة هذا الحديث النبوي لما بقي يتيم في العالم الإسلامي و لاشك أن الدور والمسئولية تشترك فيه جمعيات الأيتام من خلال استثمار هذا التوجيه النبوي في تفعيل دور الكفالة ولدينا نماذج مضيئة لمتبرعين تاجروا مع الله تعالى من بوابة هذا الحديث العظيم فهذا فاعل خير تبرع بكفالة أكثر من 673 يتيماً لمدة ثلاث سنوات بتكاليف مالية تزيد عن ثمانية مليون ريال وأخر تبرع ببناء قرية للأيتام بأكثر من مائة مليون ريال و آخرون تبرعوا بعمائر تجارية للجمعية- فمجتمعنا ولله الحمد تتسع فيه صور التكافل- فقط نحتاج للتسويق لهذه التجارة التي تعتبر تجارة حقيقية مع الله سبحانه وتعالى في يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلبٍ سليم . تبادل التجارب | تتعدد دور وبيوت رعاية الأيتام في المملكة كمنظومة كبيرة من مظلات التربية وسط تنافس كبير- بداية كيف تنظر لواقع هذه الجمعيات ؟ ثم إلى أي مدى تتم عملية تبادل الخبرات والتجارب بينهم ؟ وكيف يمكن أن نوسع من تبادل الخبرات مع بيوت الأيتام ؟ || الحقيقة أن جمعياتنا السعودية بالفعل بحاجة ماسة إلى تبادل التجارب في مجال رعاية الأيتام وأعتقد أن الحاجة ملحة لمؤتمر وطني في مجال رعاية الأيتام وذلك بغرض الوقوف على واقع العمل وملامح التجارب ولتبادل الأفكار وكثيراً ما نسمع أن ثمة مؤسسات متخصصة في مجال الإغاثة ومساعدة الشباب على الزواج وتوعية ودعوة الجاليات تعقد لقاءات ومنتديات وندوات تركز على تلاقح تجاربهم بما يضخ الدماء من جديد داخل أوردة هذه الجمعيات لذا فأعتقد أن بين أهم الخطوات التي نحتاجها اليوم هي تنظيم ندوة أو ملتقى يجمع قيادات مؤسسات وجمعيات رعاية الأيتام والمختصين وأتوقع أن تخرج الندوة بجملة من النتائج والتوصيات الهادفة . | يعتبر برنامج الرضاعة من القرابة نافذة جديدة وطوق نجاة لفئة الأيتام الذين يعيشون في أسر بديلة لتنقطع بذلك معاناة صدمة اليتيم بعدم رغبة نساء البيت الذي عاش فيه من الكشف عليه والأسئلة: كيف تصف لنا الملامح الأولى لنجاح الفكرة ؟ || الفكرة رائعة وتجسد عظمة ديننا الحنيف وتوضح لنا أسرار وإعجاز الرضاعة في الإسلام الذي أوجد لنا بديلاً مهماً ورابطاً مؤثراً استثمر بشكل جيد وأذاب جليد مشاكل عديدة كانت تواجهنا فيما يتعلق بحضانة الأسر لأبناء الجمعية واليوم أزيح عنا هم كبير حيث فتح مشروع القرابة بالرضاعة آمال التوسع في إيجاد أسر بديلة لها روابط شرعية والجميل أن مشروع الجمعية الرائع استفادت منه جمعيات خيرية في دول أخرى. .